رد أميركي على هجمات لميليشيات إيرانية في سوريا وسط تحذيرات من اتساع الصراع

حالة استنفار

دمشق

قصفت طائرتان مقاتلتان أميركيتان منشآت للأسلحة والذخيرة في سوريا الجمعة ردا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأميركية مع تزايد المخاوف من احتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وتواجه المنطقة وضعا خطرا منذ تفجر الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في السابع عشر من أكتوبر الجاري، بعد إطلاق الحركة الفلسطينية لعملية أسمتها “طوفان الأقصى” قتلت خلالها المئات من الإسرائيليين وأسرت نحو 229 آخرين، والتي ردت عليها إسرائيل بتصعيد غير مسبوع أدى إلى مقتل الآلاف من سكان قطاع غزة.

وتتهم إيران وحماس الولايات المتحدة بالانخراط في التصعيد الجاري. وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لتسعة عشر هجوما على الأقل في العراق وسوريا على يد قوات مدعومة من إيران الأسبوع الماضي.

وتحظى حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتان بدعم من طهران، وكثيرا ما أعلنت إيران أن “محور المقاومة” لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يجري في غزة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الرئيس جو بايدن أمر بضرب المنشأتين اللتين يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة التي يدعمها، محذرا من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات وكلاء إيران.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان صرح في الأمم المتحدة الخميس أنه إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على حماس فإن الولايات المتحدة “لن تسلم من هذه النار”.

ووقعت الضربات في حوالي الساعة 4:30 صباحا الجمعة في سوريا (01:30 بتوقيت جرينتش) بالقرب من مدينة البوكمال على الحدود مع العراق، ونفذتها طائرتان مقاتلتان من طراز إف – 16 باستخدام ذخائر دقيقة، حسبما قال مسؤول أميركي كبير تحدث شريطة عدم نشر اسمه.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان “هذه الضربات الدقيقة التي تستهدف الدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد عسكريين أميركيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر”.

وأضاف أوستن “هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.

وقال البيت الأبيض الخميس إن بايدن بعث برسالة نادرة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يحذر فيها طهران من استهداف الأميركيين في الشرق الأوسط.

وذكر مسؤول دفاعي أميركي كبير “ما نريده هو أن تتخذ إيران إجراءات محددة للغاية لتوجيه الأوامر لميليشياتها ووكلائها بالتوقف”. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لم تنسق الضربات الجوية مع إسرائيل.

وحذرت روسيا الجمعة من أن الضربات الأميركية ستزيد من حدة التوتر في المنطقة، وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن “هذا أمر سيء جدا”، مستبعدا في الآن ذاته مخاطر تورط روسيا في الصراع.

وأرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقالت البنتاغون الخميس إن نحو 900 جندي أميركي إضافي وصلوا إلى الشرق الأوسط أو يتجهون إلى هناك لتعزيز الدفاعات الجوية للجنود الأميركيين.