الإطاحة التي تحيط النظام من جميع الجهات

السقوط مؤكد

حسين عابديني

منذ بداية الحرب الدامية والكارثية في غزة، تصاعدت تبجحات نظام الملالي للتستر على أزمة الإطاحة التي تحيط النظام من جميع الجهات.

الإطاحة من جميع الجهات

الخليج بوست

منذ بداية الحرب الدامية والكارثية في غزة، تصاعدت تبجحات نظام الملالي للتستر على أزمة الإطاحة التي تحيط النظام من جميع الجهات.

وبالإضافة إلى خامنئي وإبراهيم رئيسي، يتنافس قادة الحرس على قرع الطبول الفارغة بتوصيفات “الفتح والاقتدار”. ويقول قائد الحرس حسين سلامي”نحن دائما نزيد القوة على افتراض المواجهة مع القوى العظمى في العالم، نحن لسنا على الإطلاق للمواجهة مع الدول العادية”.

ومع مرور الوقت وظهور المخاوف في النظام من أن نار هذه الحرب ستجتاح النظام أخيرا، إلا أن غبار هذه الدعاية الاستعراضية لم يهدأ، ربما بسبب اشتداد أزمات النظام الواسعة؛ وفي خطاب آخر، تفاخر قائد الحرس قائلا: “نحن مطروحون كقوة عظمى في العالم؛ لا أحد ولا قوة أخرى تجرؤ على مهاجمة هذا الشعب وهذه الأرض. انظروا، النار تتساقط من حولك، لكن أمتنا هادئة، لماذا؟” ثم يجيب على السؤال: “بسبب “نعمة ولاية خامنئي“!

وإذا كان هذا التبجح قد استطاع إسكات وإخضاع العصابات المهزومة في مرحلة ما، إلا أنه لم يكن له أي تأثير على المحرومين والغاضبين الذين همهم هو كسب عيشهم اليومي وأرزاقهم فحسب، بل كاد صبر المجتمع الموشك على الانفجار، بحيث أخاف حتى ملالي النظام وجعلهم يتذمرون ويحذرون، لدرجة أن خامنئي قد أرسل رئيسي مع عدد من الوزراء إلى مدينة قم  لإسكاتهم بإطلاق سلسلة وعود مرة أخرى.

لكن رئيسي لم يتعرض فقط للانتقاد من قبل ملالي الكبار في قم، ولكنه تعرض أيضا للهجوم من قبل القوات الموالية للولي الفقيه التي كانت تشيده حتى يوم أمس.

يعلم الجميع أن رئيسي ليس سوى أداة دون إرادة له بيد خامنئي.  لذلك فإن هذا الوضع المعقد هو الواقع الصعب للمجتمع النابض بالحياة الذي يصيب خامنئي الآن، ولم تتمكن آلة الدعاية والتبجح التي يطلق حرس النظام من التستر عليه. لدرجة أن واحدا من كبار الملالي الحكوميين يدعى محمد تقي أكبر نجاد قد حذر في مقابلة مع موقع ديدار نيوز بوضوح خامنئي وينبهه بألا يعتمد على الدعايات الفارغة الرعناء؛ ويذكره بمصير الشاه، قائلا: “لم يصدق محمد رضا بهلوي إلا قبل بضعة أشهر من مغادرته البلاد. قال إن اسعار النفط ارتفعت، ولدينا المال، وهو على حق، وكان الوضع جيدا في المدن الكبرى، لكن كان هناك الكثير من المتاعب في الهوامش”.

ثم يذكر بشكل أكثر وضوحا خطر الإطاحة به، مضيفا: “إذا استمر الوضع بهذا المنوال، فإن السقوط أمر حتمي. أنا حزين لقول ذلك، لكن الانهيار مؤكد … هؤلاء الناس يصفعون فجأة.  لقد ثبت في التاريخ أنهم يصفعون فجأة”.