تجدد الاحتجاجات في إيران
عادت شوارع طهران لتصدح مجددًا بأصوات الاستياء حيث نظم المعلمون المتقاعدون احتجاجًا أمام مكتب الرئاسة، معبرين عن إحباطهم بسبب التأخير المستمر في تلقي معاشاتهم التقاعدية ومكافآت التقاعد. رغم الوعود، لم يتم دفع أكثر من 60% من مكافآتهم التقاعدية، مما زاد من معاناتهم
— عادت شوارع طهران لتصدح مجددًا بأصوات الاستياء حيث نظم المعلمون المتقاعدون احتجاجًا أمام مكتب الرئاسة، معبرين عن إحباطهم بسبب التأخير المستمر في تلقي معاشاتهم التقاعدية ومكافآت التقاعد. رغم الوعود، لم يتم دفع أكثر من 60% من مكافآتهم التقاعدية، مما زاد من معاناتهم.
ورفع المعلمون المتقاعدون لافتات ورددوا شعارات مثل “إذا قل اختلاس، تحل مشكلتنا” و”عدو المتقاعدين، حكومة مفلسة”. هذه التعبيرات عن الاستياء باتت متكررة حيث تستمر التأخيرات وتقلل من قيمة مطالبهم، غالبًا إلى أقل من نصف المبالغ المستحقة، مما يزيد من الصعوبات المالية التي يواجهها المتقاعدون.
وفي إيلام، نظم عمال الخدمات البلدية احتجاجًا بسبب التأخير في الدفع الذي يؤثر على أجورهم ومستحقات التأمين الاجتماعي. أبرز الاحتجاج التهديدات المستمرة بالفصل التي يواجهها العمال لتنظيم مثل هذه التجمعات، مؤكدين على مطالبهم الملحة بالدفع المتأخر وتحسين ظروف العمل.
وفي الأهواز، تجمع عمال صناعة النفط المتقاعدون أمام مبنى صندوق التقاعد للصناعة النفطية، مطالبين بتحسين شروط التقاعد والتعجيل بحل مشاكل التأخير في دفع مستحقاتهم. أكدوا على ضرورة تأمين حقوقهم لضمان حياة كريمة بعد سنوات الخدمة.
كما نظم طلاب العلوم الطبية في يزد احتجاجًا ضد الزيادات المتتالية في الرسوم الدراسية، والتي يعتبرونها تفرض أعباء مالية كبيرة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. طالب الطلاب بمراجعة هذه الزيادات وإيجاد حلول لا تثقل كاهلهم بأعباء مالية لا يمكن تحملها.
وفي العاشر من ديسمبر، نظم المتقاعدون من القطاعات الحكومية في طهران تجمعًا أمام منظمة التخطيط والميزانية، معبرين عن استيائهم من الوعود الفارغة وغياب العدالة في تنفيذ السياسات. رفعوا لافتات كتب عليها “كل ما سمعناه كان وعودًا، العدالة لم نرها” و”وعودكم رائعة، لكن مكان التنفيذ خالٍ”.
في الوقت نفسه، تجمع حوالي ثلاثة آلاف من عمال المقاولات من جنوب بارس أمام المبنى الرئيسي للمجمع، احتجاجًا على عدم تنفيذ الوعود الحكومية. هذا التجمع يمثل التجمع السابع عشر الأسبوعي والثاني الشامل في هذا الشهر وحده، مؤكدين على مطالب تصنيف الوظائف بشكل صحيح، ونظام موحد للرواتب مع القوى الرسمية، والالتزام بالشروط المتفق عليها مسبقًا بشأن الإجازات وبدل السكن.وخلال التجمع ، ردد العمال شعار: “انتبه يا وزير العمل! هذه رسالتنا الأخيرة، بدوننا عملكم ينتهي”.
الاحتجاجات لا تعكس فقط المطالب الاقتصادية وإنما تمثل أيضًا رفضًا شاملًا لنظام يستمر في تجاهل الاحتياجات الأساسية لمواطنيه لصالح أجندات خارجية تخدم مصالحه السياسية فقط. وبينما يرد النظام بتصعيد القمع وزيادة عدد الإعدامات لترهيب المواطنين، فإن هذه الإجراءات لم تنجح في كبح جماح غضب الشعب. بل على العكس، أدت إلى استمرار وتصاعد الاحتجاجات، التي باتت تعكس فجوة أعمق بين الشعب والنظام.