تصاعد أزمة نظام الملالي.. والمقاومة الإيرانية تدعو إلى تظاهرة كبرى في باريس!

حسين عابديني

يلفت النظر کثيرا في التصريحات والمواقف الصادرة من قادة النظام الايراني عموما والولي الفقيه خامنئي خصوصا، بشأن الحذر من التفاوض مع الولايات المتحدة الامريکية خلال عهد ترامب وتٶکد بأن النظام مستهدف، وإن التفاوض مجرد فخ، وهذا السياق من الکلام يتم الترکيز عليه بصورة مکثفة بعد مباشرة ترامب بمهام عمله کرئيس للولايات المتحدة الامريکية

الخليج بست

يلفت النظر کثيرا في التصريحات والمواقف الصادرة من قادة النظام الايراني عموما والولي الفقيه خامنئي خصوصا، بشأن الحذر من التفاوض مع الولايات المتحدة الامريکية خلال عهد ترامب وتٶکد بأن النظام مستهدف، وإن التفاوض مجرد فخ، وهذا السياق من الکلام يتم الترکيز عليه بصورة مکثفة بعد مباشرة ترامب بمهام عمله کرئيس للولايات المتحدة الامريکية.

لکن هذه التصريحات والمواقف المتسمة بالتشدد فإنه وکما هو معهود من الازدواجية السائدة في هذا النظام وخصوصا في الفترات التي يسعر فيها بخطر داهم، فإن هناك مساعي إنبطاحية مستمرة تحت علم وإشراف خامنئي نفسه  وإلا ماذا يعني تصريح وزير خارجية النظام عباس عراقجي، من إن طهران لم تتلقى لحد الان أي رد من ترامب بشأن التفاوض؟!

النفاق بأوضح صوره هو الذي يقوم النظام الايراني بممارسته من حيث التعامل مع مسألة التفاوض بخصوص البرنامج النووي، وهو يسعى بشتى الاساليب والطرق المختلفة من أجل إيجاد ثمة قناة وباب من أجل التواصل مع الادارة الامريکية وتقديم التنازلات الى الحد الذي يضمن بقاء النظام، وإن الصخب والضجة التي يفتعلها خامنئي ولاسيما في خطبته الاخيرة يوم الثلاثاء 28 يناير، حيث هاجم الولايات المتحدة ووصفها بالخبيثة وحذر من التفاوض معها، ليس إلا مجرد زوبعة في فنجان وسعي من أجل التمويه والتغطية على الحقيقة التي تتجلى في إستجداء النظام واشنطن بمختلف الطرق من أجل معرفة ما تخبئه له في المستقبل المنظور.

 غير إن الملاحظة الاهم التي يجب التنويه عنها، هي إن حالة القلق والخوف التي يعيشها النظام الايراني مما تخبئه الادارة الامريکية الجديدة له هي من إنها ستطالب النظام بما لم تطالب به أي إدارة أمريکية سابقة وبالاخص وإن إدارتي أوباما وبايدن کانتا متساهلتين کثيرا مع النظام الايراني، ومنحتاه مساحة للتحرك والمناورة في حين إن النظام سيفتقد هکذا مساحة مع إدارة ترامب في ظل سياسة الحد الاقصى من العقوبات.

وهذا ما سينعکس إيجابا على الداخل الايراني حيث الصراع والمواجهة الداخلية الذي يخوضه النظام ضد الشعب وقوته الوطنية الاساسية المتمثلة في المقاومة الايرانية حيث إن النظام واجه 4 إنتفاضات شعبية خلال الاعوام السابقة وإن الشعب والمقاومة الايرانية اللذان واجها النظام في الاوقات الصعبة جدا فإن مواجهته في هذه الفترة ستکون بالضروة أسهل من السابق.

وهذا تحديدا ما يقض مضجع النظام ويثير خوفه ومربط الفرس الذي يحذر ويتخوف منه النظام أکثر من أي شئ آخر، ولاسيما وإن المقاومة الايرانية ومن خلال نشاطاتها التعبوية في داخل وخارج إيران الى جانب العمليات الثورية التي تقوم بها وحدات الانتفاضة، فإنها تعمل من أجل إعداد الظروف المناسبة لإندلاع إنتفاضة أو ثورة قد تکون بمثابة المواجهة الحاسمة التي يسعى النظام للحيلولة دونها.

 موقف المقاومة الإيرانية بشأن الوضع المتأزم لنظام الملالي

في 11 يناير، عُقد مؤتمر بعنوان “سياسة جديدة تجاه النظام الإيراني” بحضور شخصيات سياسية وعسكرية بارزة في المقر المركزي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس. وخلال كلمتها، قالت السيدة مريم رجوي:

هناك ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى الأزمة الحالية التي يمر بها نظام الملالي:

القمع الشديد، الإفلاس الاقتصادي، الأزمات الاجتماعية العميقة، وانتشار الفساد الحكومي، وهي عوامل دفعت المجتمع الإيراني إلى حافة الانفجار. كما أن مقاطعة 90% من مسرحية الانتخابات لعام 2024 أكدت أن النظام لا يملك أي قاعدة اجتماعية داخل إيران.

هزائم النظام في المنطقة، ومن أبرزها الانهيار المدمر لحزب الله وسقوط دكتاتورية سوريا، التي كانت الحليف الأهم لنظام الملالي.

تصاعد المقاومة المنظمة التي تستعد للانتفاضة والإطاحة بالنظام.

دعوة أنصار المقاومة الإيرانية لتنظيم مظاهرة في باريس

 وفي ظلّ هذه الأزمة الشاملة التي تعصف بالنظام على الصعيدين الداخلي والإقليمي، يتصاعد الغضب الشعبي وتتنامى إرادة المقاومة لإسقاط الديكتاتورية. وفي هذا السياق، يعتزم أنصار المقاومة الإيرانية تنظيم تظاهرة كبرى في باريس يوم 8 شباط / فبراير.

وفي الوقت الذي يواجه فيه نظام الملالي أزمات متفاقمة على جميع الأصعدة، ومع انهيار دكتاتورية الأسد في سوريا، التي كانت إحدى ركائزه الإقليمية، يحاول خامنئي وعصابته التغطية على هذا الانهيار بتصعيد الحروب للهروب من غضب الشعب؛ ندعوكم، أيها المواطنون الأحرار، للمشاركة بقوة في تظاهرة 8 فبراير في باريس، لنجعل من صوت الشعب الإيراني من أجل الحرية هو الصوت الأقوى في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة.

وحدات الانتفاضة في الداخل تشعل نيران المقاومة ضد نظام القتل والإعدام، وتُضيء مشاعل الانتفاضة في كل أنحاء البلاد. إنّ اللحظة قد حانت لنرفع صرخات الحرية لشعب إيران أعلى وأقوى، ونُظهر للعالم أن إرادة الشعب الإيراني لا رجعة فيها، وأنّ رسالته الحاسمة هي إسقاط الدكتاتورية الكهنوتية وتحقيق إيران حرة، بلا نظامي الشاه والملالي، مع بديل ديمقراطي وجمهورية قائمة على سيادة الشعب.