استفزاز تركي جديد..

تركيا تتجاوز "الخطوط الحمراء" اليونانية ببدء أعمال المسح في المتوسط

تحركات دولية غاضبة من تعنت تركيا التي تجاهلت تحذيرات الاتحاد الأوروبي وأميركا وبدءت بإجراء المسح السيزمي في البحر المتوسط.

أنقرة

تواصل تركيا تحركاتها شرق المتوسط على الرغم من موجة الانتقادات الدولية والتحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة لأنقرة بإلغاء إجراءاتها بالقرب من جزيرة كاستيليريزو اليونانية والتي تقوض السلم والأمن في المنطقة.

حيث أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز بدء سفينة المسح السيزمي "أوروتش ريس" لأعمال المسح السيزمي في شرق البحر المتوسط.

وقال دونماز، في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر الأربعاء "خطوة بخطوة في البحر المتوسط، أوروتش ريس بدأت بالمسح السيزمي ثنائي الأبعاد".

وأضاف أنه "تم إنزال كابلات المسح الزلزالي في البحر المتوسط لإجراء المسح السيزمي". كما أشار إلى أن عمليات المسح ستستمر حتى23 أغسطس.

قلق دولي

وأثارت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط انتقادات كبيرة من اليونان وقبرص ومصر، وخصوصا بعد توقيع أنقرة مذكرة تفاهم لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج نهاية العام الماضي.

وحذرت اليونان تركيا من تجاوز “الخطوط الحمراء” عقب الاتفاق الذي أبرمته مع حكومة الوفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، مؤكدة أنها لن تسمح بأي أنشطة تركية يمكن أن تتعدى على الحقوق السيادية لليونان.

وتشعر أثينا بالقلق من الاتفاق الذي يمنح تركيا حقوقا في مناطق شاسعة من المتوسط تم مؤخرا اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز فيها، فيما تسعى أنقرة لتوسيع حدودها البحرية نحو جزيرة قبرص المقسمة ومناطق أخرى تقول اليونان إنها تقع ضمن جرفها القاري بموجب القانون الدولي.

وسيلتقي وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الجمعة أيضا في فيينا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في إطار ماراتون دبلوماسي تنظمه أثينا لحشد المجتمع الدولي بشأن الخلافات اليونانية التركية.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان مقتضب الأربعاء إن "المحادثات ستركّز على التطورات في شرق البحر المتوسط في ظل تصاعد الاستفزاز التركي".

وقد وصل مايك بومبيو إلى براغ الثلاثاء في بداية جولة تستمر خمسة أيام في وسط أوروبا لمناقشة مسائل عدة أبرزها الصين وتقنية الجيل الخامس (5 جي).

ومن المقرر أن يشارك نيكوس ديندياس الجمعة من فيينا في الاجتماع الاستثنائي عن طريق الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

استفزاز تركي

غراف

وتفاقم التوتر الاثنين عندما ارسلت أنقرة سفينة المسح الزلزالي "أوروتش ريس" ترافقها سفن لسلاح البحرية التركي، إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

وبحسب أثينا، فإن سفن سلاح البحرية التركي كانت الأربعاء على مسافة 60 ميلا بحريا جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، أي على الجرف القاري اليوناني ما يشكل "انتهاكا" للحدود البحرية.

كما أن الأسطول البحري اليوناني موجود في المنطقة "لمراقبة" النشاطات التركية بحسب مصدر في وزارة الدفاع.

ويبلغ عدد طاقم السفينة 55 فردا، منهم 24 من البحارة و31 من الإداريين والباحثين.

والثلاثاء، طلب ديندياس من مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع طارئ لمناقشة "استفزاز تركيا المتصاعد".

وتابع أنه على أنقرة إخراج السفينة "أوروتش ريس" فورا من المياه اليونانية.

وقال ديندياس "نحض تركيا على الخروج فورا من الجرف القاري اليوناني" مضيفا "نوضح أن اليونان ستدافع عن سيادتها".

أثينا تتمسك بحقوقها

 

كما سيخصص وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الجمعة اجتماعهم لبحث التطورات في لبنان وبيلاروس، إلى جانب أنشطة الاستكشاف التركية في البحر المتوسط.

حيث دعت اليونان إلى إجراء محادثات حول نزاعها مع تركيا بشأن عمليات التنقيب التركية عن الغاز في منطقة بالبحر المتوسط تقول أثينا إنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وقد أثار اكتشاف حقول غاز شاسعة في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية الدول التي تملك حدودا بحرية وزاد من التوترات بين تركيا واليونان والدول المجاورة والحلفاء في حلف شمال الأطلسي.

وفي إشارة إلى أن التوتر الحالي قد يتفاقم، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء إن بلاده ستكثف عمليات البحث عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط ولن "تتنازل" عن حقوقها.

ويضع التعنت التركي والمضي قدما في خرق كل المواثيق البحرية الدولية التي تضبط الأنشطة الاقتصادية في شرق البحر المتوسط، المجتمع الدولي أمام تحدي كبح الاستفزازات التركية في المنطقة.

وفي انتظار بلورة استراتيجية أوروبية مشتركة للتدخل في البحر المتوسط تحتاج موافقة جميع قادة الاتحاد الأوروبي حتى تدخل حيز التنفيذ، تتجه دول التكتل إلى زيادة حدة العقوبات على تركيا.