بأموال قطرية
«الوفاق» تُشيِّد قاعدة عسكرية تركية في مصراتة الليبية

تواصل تركيا تصعيد التوتر في ليبيا على الرغم من الدعوات الدولية للتهدئة واللجوء إلى الحل السياسي، إذ ذكرت شبكة «العربية» نقلًا عن مصادر خاصة أن اللقاء الذي جمع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بنظيره القطري خالد العطية جرى خلاله توقيع اتفاق لتشييد قاعدة عسكرية بحرية تركية في مصراتة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
ونص الاتفاق الموقع بين تركيا وقطر وحكومة الوفاق، الاثنين 17 أغسطس 2020، على أن تتولى الدوحة عمليات التمويل للمهمات اللوجيستية ودعم الميليشيات الإرهابية لحكومة الوفاق في غرب البلاد، بما يسمح لأنقرة بتكوين قوى عسكرية موسعة على البحر المتوسط لتحقيق أجندتها في التوسع الجغرافي والأيديولوجي بشمال أفريقيا.
الأهمية الاستراتيجية لمصراتة
تتمثل خطورة إنشاء قاعدة عسكرية بحرية لتركيا في مصراتة، كونها تتوسط الإقليم البحري للشرق الأوسط وأوروبا والشمال الأفريقي المغاربي بما يحمله ذلك من تبعات سياسية وعسكرية واقتصادية تسهم في إشعال المنطقة وتقويض تطورها المدني لصالح الأيديولوجية التوسعية العثمانية، كما يسمح لأنقرة بالسيطرة على واحد من أهم المنافذ التجارية للبلاد.
ومن شأن هذه القاعدة المنتظرة أن تكون شوكة في خاصرة الاتحاد الأوروبي الذي يشتعل غضبًا من تركيا لتنقيبها غير المشروع عن الغاز وسط مصالح اقتصادية واستراتيجية تقوض سيطرته على طموحات أنقرة.
وفي هذا الصدد، يقول الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كرم سعيد إن «الدوحة» تستخدم أموالها لمساعدة الحليف التركي على بناء القاعدة العسكرية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للمنطقة، وتسهم في تعزيز دور أنقرة في التنقيب غير المشروع عن الغاز.
وأشار في تصريح إلى أن هذا التحالف القائم حاليًا بين حكومة الوفاق والدوحة وأنقرة يعطي رسائل خطيرة قد توحى بأن هناك «تعاضدًا إسلاميًّا» يدير المعركة في طرابلس لإضفاء شعبية على التحركات التوسعية بالمنطقة.
دور الإخوان في تحقيق أجندات الخارج
لم يكن هذا الاضطراب في ليبيا يتحقق، لولا وجود جماعة الإخوان التي عملت بجدية على تمكين أنقرة من مفاتيح البلاد، فعبر حكومة الوفاق الإخوانية استطاع تحالف «تركيا ـــ قطر» تنفيذ أجندة الاحتلال العسكري الواضح عبر ميليشيات إرهابية استخدمت كذبًا كمدافع عن سياسات ليبية ولكنها في الحقيقة كانت لتحقيق أجندات الخارج، وهو ما يتضح حاليًا في استباحة المنطقة الغربية تلبية لطموحات السلطان العثماني الجديد.
ونظرًا لاعتبار قطر خزينة الإخوان الذين يعملون على الأرض لصالح أنقرة، كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري أن اللقاء الثلاثي الذي جري في 17 أغسطس جاء لترتيب أوضاع الميليشيات بغرب البلاد بعد توترات اشتعلت بين الإرهابيين في الشوارع جراء خلافات بين الأطراف المختلفة، وعليه فإن التحالف الأجنبي بطرابلس كان يمهد لاستتباب أوضاع الميليشيات لاستخدامها بقوة خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الوطني الليبي رصده لتحركات الميليشيات بشكل مكثف لتعزيز الكتائب الإرهابية في مصراتة بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في حين كشف موقع «ليبيا ريفيو» أن حكومة الوفاق طلبت من كلٍ من «آكار» و«العطية» زيادة رواتب الميليشيات المرسلة من سوريا إلى طرابلس وبالفعل أقرت نسبة الزيادة بـ30% من رواتبهم.