بزيارة «راب» للمنطقة

بريطانيا تساهم في ترسيخ مبادئ اتفاق السلام «الإماراتي ـــ الإسرائيلي»

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب

وكالات

ما زالت ردود الفعل تتوالى حول الاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه في 13 أغسطس 2020 بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة، وذلك في إطار مساعي «أبوظبي» لتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تجلى واضحًا في تأكيدها قبيل التوقيع على ضرورة وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، الأمر الذي اعتبرته لندن «لحظة مهمة» للمنطقة، مطالبة بضرورة استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

«مساعي بريطانية»

وأشار وزير الخارجية البريطاني «دومينيك راب» في تصريحات له في 24 أغسطس 2020، إلى أن  الإعلان عن اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل يعد لحظة مهمة لإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، معلنًا عن قيامه بزيارة للمنطقة هذا الأسبوع، للسعي إلى استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث سيعقد الوزير البريطاني اجتماعًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» والرئيس الفلسطيني «محمود عباس» بشأن هذا.

وأكد «راب» أن وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، يعد خطوة أساسية نحو تعزيز السلام في الشرق الأوسط، مطالبًا بالبناء على هذه الديناميكية الجديدة، لتحقيق سلام.

وسبق أن أعلنت المملكة المتحدة في 22 يوليو 2020، على لسان «جوناثان آلين» القائم بأعمال المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، أن موقف بلاده من عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط يتمثل في التوصل في نهاية المطاف إلى تفاوض يقتضي بأن تعيش إسرائيل بأمان وأمن إلى جانب دولة فلسطينية فاعلة استنادًا إلى حدود 1967 مع الاتفاق على تبادل الأراضي.

وعقب توقيع الاتفاق «الإماراتي ـــ الإسرائيلي»، أشار رئيس الوزراء البريطاني «بوريس جونسون» في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» إلى أن اتفاق الإمارات وإسرائيل يعد أمرًا جيدًا، مبينًا أن الاتفاق حول وقف ضم الأراضي،  يعد خطوة مهمة على الطريق للوصول إلى  شرق أوسط أكثر سلامًا.

 

إيران والإخوان

جاء الإعلان عن قيام وزير الخارجية البريطاني بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط، بعدما طالب محللون بريطانيون، المملكة المتحدة باغتنام فرصة الاتفاق «الإسرائيلي ــ الإماراتي»، من أجل قطع الطريق على «تيار الإسلام الراديكالي» المتمثل في جماعة الإخوان المنتشرة في بريطانيا، ومن بين من طالبوا بذلك الكاتب والمحلل السياسي البريطاني «إد حسين» الذي انتقد  في مقال له بمجلة "The Spectator" البريطانية 20 أغسطس 2020، غياب بريطانيا عن الحراك الجاري في الشرق الأوسط، فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية.

وأكد «حسين» أن الاتفاق «الإماراتي ــ الإسرائيلي» يعني تَشَكُل «عالم جديد»، وأن هناك مزيدًا من اتفاقيات السلام مقبلة بالشرق الأوسط، ستؤدي إلى إبرام تفاهمات تجارية وتحالفات أمنية، مطالبًا بريطانيا بلعب دور في هذا الأمر مع حلفائها الثلاثة، الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، لتشكيل مستقبل جديد بالمنطقة من خلال الاهتمام بكيفية تأثير الشرق الأوسط المتغير على مصالح المملكة المتحدة وحلفائها.

وشدد الكاتب البريطاني على أن اتفاق السلام «الإماراتي ــ الإسرائيلي»، يدل على أن العرب يسعون لعقد تحالفات جديدة مع إسرائيل للتصدي إلى أعمال وتهديدات إيران ووكلائها بالشرق الأوسط وتهديدهم للأمن والاستقرار في المنطقة، فضلًا عن مواجهة قوي الإسلام الراديكالي من خلال منع الجماعات الدينية من استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق أهدافها المتطرفة، مبينًا أن دور المملكة المتحدة يأتي هنا لحظر العمليات المالية والسياسية لحركة حماس وجماعة الإخوان في بريطانيا.