انقسامات يقودها الحمائم

مأزق إخوان المغرب قبل استحقاقات 2021

وكالات

قبل أيام، دعا عبدالعالي حمي الدين المستشار البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، إلى انتخاب قيادة جديدة للحزب، معتبرًا أن الولاية الحكومية الثانية التي يقودها الحزب انطلقت في ملابسات مختلفة، وعرفت فيها البلاد مجموعة من الإشكاليات والتجاوزات والانتهاكات، موجهًا انتقادات لاذعة لأمين عام الحزب ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني؛ ما أدى إلى انقسامات في صفوف إخوان المغرب.

 

تصريحات فاضحة

دارت نقاشات داخلية بالحزب، بعد تصريحات «حمي الدين» التي بينت ضعف قيادة «العثماني»، إذ طالب  بتقييم تجربة العدالة والتنمية في التسيير الحكومي؛ الأمر الذي أغضب صقور الإخوان، حيث أربك مقترحه قواعد الحزب قبيل موعد الاستحقاقات.

فيما رد «العثماني» قائلًا إن أعضاء في حزبه يتطاولون عليه بالسب والقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشددًا على أن تصريحات «حمي الدين» ليست بريئة وتنال من الحزب قبيل انتخابات 2021.

 

تصدع ما قبل الانتخابات

يأتي هذا التصدع  بالتزامن مع التجهيز لإجراء الاستحقاقات التشريعية والجهوية والجماعية بالمغرب خلال شهر يونيو من العام المقبل، إذ تتطلع الأحزاب المعارضة لإنهاء سيطرة الإخوان على رئاسة الحكومة، خاصة أن الولاية الحالية هي الثانية للعدالة والتنمية.

ويقود إخوان المغرب الحكومة منذ 2012، بولاية أولى للأمين العام السابق عبد الإله بن كيران، وثانية بقيادة العثماني، وما زال الكثير من الملفات عالقًا لم يحقق فيها أي مكاسب أو إصلاح، لا سيما في قطاع الصحة، وارتفاع نسبة البطالة بالمغرب.

 

رفض الصقور

ولم ينجح الإخوان في تكويق الخلافات الداخلية التي ضربت الحزب في أكثر من مناسبة، خاصة في ظل رفض شباب «العدالة والتنمية» سيطرة الصقور، فينقسم الحزب إلى جبهتين حول الأولى هي جبهة صقور الجماعة- تتخذ صف سعدالدين العثماني باعتباره رئيسًا للحكومة، فيما تتخذ الجبهة الثانية، وهي- جبهة الشباب- صف رئيس الوزراء السابق عبدالإله بنكيران.

ويمثل تصدع «العدالة والتنمية» المعروف بـ«البيجيدي» فرصة للمعارضة لتوحيد صفوفهم ومنع الزحف الإخواني في الانتخابات المقبلة، خاصة أن ثمة مؤشرات تبين أن  الحزب سيتعرض لعقاب انتخابي غير مسبوق، إضافة إلى الأصوات الداعية لتقليص مشاركة الحزب.

 

مقترح مرفوض

وتقدم مصطفى الرميد، أحد قيادات إخوان المغرب، بمقترح مثير يقضي باتخاذ الحزب لقرار التقليص الذاتي لمشاركته في الانتخابات المقبلة، وهو المقترح الذي لقي رفضًا قويًا من طرف بعض صقورالبيجيدي. وعلى رأسهم عبدالله بوانو، الذي اعتبر حديث الرميد غير مقبول وغير منطقي ويشوش على برنامج «العدالة والتنمية».

قراءة الخريطة

في هذا الصدد، قال الباحث المغربي إدريس بن يعقوب، إن تفكك الكثير من الجبهات التي كانت تعطي أفضلية لحزب العدالة والتنمية، بعثر أوراق الحزب الخطابية وأضعف مستوى فعله التواصلي المؤثر سابقًا في توجيه الجماهير إلى خلاصات معينة، فلم يعد قادرًا على الحشد مثل الانتخابات السابقة.

وتابع في دراسة بعنوان: «عناصر لقراءة خريطة انتخابات 2021» إن عشر سنوات  قضاها «العدالة والتنمية» في الحكومة خلقت نوعًا من الصراعات الداخلية للحزب، بين تيار استفاد من المشاركة أنضجه العمل داخل الدولة والمؤسسات، وبين فئات تحسب نفسها أنها أقصيت، وأن دورها أصبح محصورًا في الفرجة وفي الاستجابة للاستدعاء والتجييش المؤقت الظرفي للدفاع عن المشاركة وعن وزراء الحزب، مما يفتت نسبيًّا وتدريجيًّا الولاء، ويدخل الريبة على القناعات في الاستمرار في النهج الصدامي نفسه مع الجبهات الأخرى.