بسبب فيروس كورونا

مطالب بتأجيل الدراسة في مصر

أرشيفية

القاهرة

بالرغم من أن مصر لم تسجل أي حالات إصابة بالفيروس القاتل "كورونا" المنتشر حديثًا في الصين وامتد إلى أكثر من 25 دولة، وحصد خلالها أرواح المئات، إلا أن الذعر لا يزال سيد الموقف لا سيمًا بعد إعلان حالة الطوارئ العالمية.

ففي ظل الكثافة الطلابية التي تشهدها المدارس في مصر، والتجمعات الكبيرة لأولياء الأمور، ما يشكل خطرًا على صحة المواطنين في ظل تهديدات هذا الفيروس الخطير، طالب عدد من النواب بتأجيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوع، لحين تطبيق الإجرءات الاحترازية للوقاية من الفيروس وحماية الطلاب والمواطنين من بينهم سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، إلا أن عدد آخر من النواب رفض التأجيل، حيث شهد البرلمان المصري حالة من الجدل في الساعات القليلة الماضية بين مؤيد ومعارض، ما دعى وزارتي التربية والتعليم والصحة للرد وحسم الأمر وطمأنة المواطنين.

جدل في البرلمان بسبب مقترح التأجيل

من جانبه، طالب عمرو الأشقر عضو مجلس النواب، بتأجيل موعد بدء الدراسة في الترم الثاني من العام الدراسي لمدة أسبوعين، لحين اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس كورونا الذي أصبح خطرا يهدد العالم كله، لحماية الطلاب والمواطنين، خاصة أنّ التجمعات في المدارس وفي ظل الكثافات الطلابية الكبيرة بمدارس عديدة تشكل خطورة في هذه الأجواء، ولحين التأكد بشكل تام من عدم تهديد هذا الفيروس الخطير لأي مكان في مصر.

وقال النائب عمرو الأشقر، إنّ الدولة تتخذ إجراءات وقائية واحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وفي إطار هذه الإجراءات يقترح تأجيل موعد بدء الدراسة في الفصل الدراسي الثاني بجميع مراحل التعليم، لمدة أسبوعين، مؤكدا أنّ ذلك لن يؤثر بالسلب على سير العملية التعليمية، كما أنّه لضمان حماية صحية كافية للطلاب وأسرهم.

وأيّده في ذلك إيهاب غطاطي عضو مجلس النواب، موضحا أنّ تأجيل الدراسة لفترة لن يضر بسير العملية التعليمية، خاصة مع ضمان عدم تسرب الفيروس أو ظهور أي حالات بمصر، خاصة أنّ حضانة الفيروس 14 يوما، وقد يحمله شخص دون أن يظهر عليه أي علامات، مطالبا باتخاذ التدابير ومنها منع التجمعات الكبرى كنوع من الوقاية.

ورفض محمد سليم عضو مجلس النواب، المطالب بتأجيل الدراسة، مؤكدا أنّ التأجيل يثير البلبلة، خاصة أنّه لم تظهر أي حالة في مصر ولم تؤجل أي دولة بما فيها دول جوار الصين الدراسة أو وقف الحياة، وفي المقابل لا بد من إعلان الحكومة الإجراءات الوقائية في التجمعات، سواء مدارس أو جامعات أو مصانع أو شركات خاصة، أو أماكن العمل التي تضم أعدادا كبيرة من العمال، وفقا لصحيفة "الوطن".

وقال سليم، إنّ الحكومة بكل وزاراتها وأجهزتها يجب أن يكون لديها خطة متكاملة، وليس فقط وزارتي التعليم أو الصحة، خاصة مع تزايد انتشار فيروس كورونا في العالم، لافتا إلى أنّ ما فعلته الدولة، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإعادة المصريين من الصين، خطوات جيدة من أجل صحة وحياة المصريين.

كما رفض فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، تأجيل الفصل الدراسي الثاني خوفا من انتشار فيروس كورونا القاتل، سواء جاءت المطالب من نواب أو أولياء أمور، خاصة أنّه لم تظهر حالة واحدة مصابة بالفيروس في مصر.

وأشاد بركات بالجهود المبذولة من الحكومة مؤخرا، خاصة أنّ ظهور الفيروس خارجي وبالتالي الرقابة على المنافذ هي الإجراء الأهم، سواء الموانئ أو المطارات أو المنافذ البرية، مؤكدا أنّ الدولة نفذت دورا كبيرا خاصة بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها حيال المصريين العائدين من مدينة "ووهان" الصينية، بؤرة الفيروس، ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة 14 يوما في مستشفى النجيلة، الذي تمّ تجهيزه لهذا الغرض، وهي إجراءات اتخذت بسرعة كبيرة.


من جانبه، أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، رفضه تأجيل الدراسة وطالب بعدم الترويج للمطالب التي ظهرت على فيس بوك وبعض وسائل الإعلام، داعيا إلى عدم اختلاق حالة من الهلع والالتزام بتقديرات علمية مسؤولة عنها الدولة، مؤكدا أنّه لا يوجد أي تغيير في الوقت الحالي، وأنّ هذه القرارات تكون مسؤولية المختصين والمسؤولين.

وأجرى الوزير مداخلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "القاهرة الآن" المذاع عبر فضائية "الحدث" لينفي شائعة تأجيل الترم الثاني.

وأكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم أن ما يتم فعله في مصر هو احتياطيات للوقاية من فيروس "كورونا" مشددًا على عدم تأجيل الدراسة: "مفيش تأجيل للدراسة ولا فيه حاجة تستدعي تأجيل الدراسة وكل المؤسسات حذرة".

وتابع: "بنتعاون مع وزيرة الصحة ومع مديريات الصحة وعملنا اختبارات للطلبة للتقزم والأنيميا وعملنا اختبارات فيروس سي لـ20 مليون طالب عندنا واحنا العلاقة على الارض مع وزارة الصحة قوية جدا وزودنا جرعات مكثفة من التوعية للطلاب والمعلمين ومديري الإدارات".

وطالب شوقي من أولياء أمور الطلاب التعاون مع الوزارة في التوعية ومنع الأطفال من الذهاب للمدارس حال مرضهم حتى لا تصيب العدوى زملائهم مشددًا على ضرورة ذلك: "اللي ابنه عيان ميبعتوش المدرسة وهو عيان عشان ميعديش غيره".

بدورها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إنها ترفض مقترح تأجيل الدراسة المعروض داخل مجلس النواب، وذلك لمدة أسبوع بسبب فيروس كورونا، موضحة أنها ترفض المقترح الذي يطلب التأجيل بسبب تكثيف الوقاية من فيروس كورونا، قائلة:"لا نريد ذعر في المجتمع بسبب ذللك الفيروس".

 وأضافت وزيرة الصحة، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج الحكاية تقديم الإعلامي عمرو أديب، والمذاع عبر فضائية MBC مصر، أن من يعانون ارتفاع درجات الحرارة عليهم البقاء في منازلهم، كما أن الوزارة تلتزم بإرشادات الصحة العالمية، مشددة على أنه لا يوجد فيروس كورونا في مصر، كما أن الفيروس سينحصر عالميًا في الإصابات في النصف الثاني من فبراير الحالي بحسب التوقعات.

إجراءات وقائية مشددة بالمدارس

في غضون ذللك، أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تعليمات مشددة لتفعيل الإجراءات الوقائية لمواجهة الأمراض المعدية في كل المنشآت التعليمية حفاظًا على سلامة الطلاب مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي 2019 /2020 والمقرر أن يبدأ السبت المقبل.

وخاطبت الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم، رسميا جميع المديريات والإدارات التعليمية والمدارس شمل التأكيد على ضرورة تنفيذ 16 إجراءها رسميا لحماية الطلاب.

وشددت التعليمات على ضرورة وجود خطة للوقاية والتعامل مع الأمراض المُعدية والشروط الواجب توافرها على مستوى المنشآت التعليمية.

وأكدت التعليمات على ضرورة تنفيذ إجراءات النظافة العامة داخل المنشآت التعليمية، والإشراف على إجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت التعليمية، والتأكد من وجود مياه جارية وصابون في دورات المياه بالمنشآت التعليمية، والتهوية الجيدة للفصول والاهتمام بنظافتها.

كما شملت تعليمات الادارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم، التأكيد على الاهتمام بصحة البيئة المدرسية من حيث النظافة العامة داخل وخارج أسوار المنشأة التعليمية، وتنفيذ خطة وزارة الصحة والسكان فيما يخص تطعيمات المدارس ضد الالتهاب السحائي طبقا لما جاء بالخطة.

وشددت التعليمات على التأكد من كافة الإجراءات الوقائية التي تضمن سلامة الوجبة الغذائية لتلاميذ المدارس، وضمان تطبيق الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في مخازن الأغذية الموجودة بالمنشآت التعليمية والعاملين بالأغذية، وأكدت ضرورة الكشف المبدئي على الطلاب المستجدين وعمل الفحص الدوري لهم.

وشددت وزارة التربية والتعليم على ضرورة حث التلاميذ على اتباع الأساليب الصحية السليمة وتنظيم ندوات واستمرار انشطة التثقيف الصحي، والتأكيد على قيام طبيب المنشأة التعليمية بتوقيع الكشف على أي حالات مشتبهة بالمنشآت التعليمية ومراقبة المخالطين لتلك الحالات والبحث عن مصادر العدوى.

وتضمنت التعليمات ضرورة المرور خلال طابور الصباح بالمنشآت التعليمية بشكل يومي ومتابعة نسب الغياب لمن غاب أكثر من يومين للإستفسار عن أسباب الغياب، وأكدت وزارة التربية والتعليم على ضرورة عمل فحص ظاهري للتلاميذ والمدرسين للحالات المشتبهة بإصابتها بأي مرض معدي من خلال أطباء التأمين الصحي، أو الرعاية الأساسية أو الزائرات الصحيات.

وأكدت وزارة التربية والتعليم على ضرورة التأكيد على قيام كل جهة من الجهات المعنية بتنفيذ ومتابعة ادورها (إدارة الرعاية الاساسية، إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة، والتأمين الصحي، ومديريات التربية والتعليم ) طبقا لخطة وزارة الصحة والسكان للوقاية والتعامل مع الامراض المعدية والشروط الصحية الواجب توافرها على مستوى المنشآت التعليمية.

كما نبهت وزارة التربية والتعليم على ضرورة حصر الطلاب المرضى بأمراض مزمنة (الطلاب المصابون بمرض السكر، امراض القلب، امراض الصدر، امراض الدم وضعف المناعة، ومن هم تحت العلاج بالكورتيزون) وايضا حالات انتشار الاوبئة مثل (كورونا، وانفلونزا الخنازير، انفلونزا الطيور، الملاريا، والجدير المائي) ومتابعتهم وسرعة التعامل معهم بإحالتهم إلى المستشفيات حال ظهور أي من أعراض هذه الأمراض المعدية عليهم وكذلك متابعة تغيبهم عن فصول الدراسة.

وطالبت وزارة التربية والتعليم بضرورة تنفيذ التوصيات بكل دقة داخل المنشآت تأمينا لها وحفاظا على أمن وسلامة الطلاب والعاملين بها.

وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، اليوم الخميس، تسجيل 564 وفاة و28060 حالة إصابة مؤكدة بالالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا المستجد في شتى أنحاء البلاد حتى نهاية يوم أمس، وذكرت اللجنة- في تقريرها اليومي- أنها تلقت تقارير بتسجيل 3694 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس (كورونا) الجديد و73 حالة وفاة جديدة أمس الأربعاء، بواقع 70 حالة وفاة في مقاطعة (هوبي) ووفاة واحدة في كل من (تيانجين) و(هيلونج جيانج) و(قويتشو).