صحف عربية: الإرهاب "جنون إخواني" لا يمثل الإسلام

لا يفارق شبح الإرهاب الجمهورية الفرنسية منذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، وأخيراً تصاعد التوتر والجدل داخل المجتمع الفرنسي حول التطرف ودعم الجماعات الإرهابية من جانب دول سمّتها الحكومة الفرنسية خلال أكثر من مناسبة أنها تركيا وأردوغان وزمرته الحاكمة.

أنقرة

لا يفارق شبح الإرهاب الجمهورية الفرنسية منذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، وأخيراً تصاعد التوتر والجدل داخل المجتمع الفرنسي حول التطرف ودعم الجماعات الإرهابية من جانب دول سمّتها الحكومة الفرنسية خلال أكثر من مناسبة أنها تركيا وأردوغان وزمرته الحاكمة.
وبحسب صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن المتهم الأول "سياسياً" عن خلق التحريض والتشجيع على الجنون ضد فرنسا، هو خطاب الكراهية الذي تبناه الرئيس التركي الشعبوي، رجب طيب أردوغان، في حين يحتاج التعامل مع ملف الإساءة للرسول إلى التفكير في أبعاد الأزمة التي تثار بين الحين والآخر، وفي حالات كثيرة دون مناسبة سوى من أجل تحقيق أهداف لبعض السياسيين.
صدام سياسي
تناولت صحيفة "العرب" اللندنية حالة الصدام السياسي العنيف بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه ضغوطاً سياسية واقتصادية داخلية وخارجية قبل أن تظهر أزمة الإساءة إلى النبي في فرنسا، وقتل المدرس الفرنسي، صامويل باتي، من قبل طالب شيشاني لأنه أساء إلى الرسول. حيث استغل أردوغان ومن يتبعه من تيارات الإسلام السياسي الحادثة ليحوّل خلافه الشخصي مع ماكرون لتوريط كل المسلمين في الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد أردوغان جاء بطريقة همجية لبث خطاب سياسي "متطرف" باسم الإسلام، وأفضل طريقة لتشتيت جهود الحكومات والتنظيمات الإسلامية وبما أن السعودية هي الدولة التي تقف لأردوغان بالمرصاد في مشاريعه السياسية في العالم العربي، استطاع السعوديون أن يضغطوا على غطرسته السياسية في الإقليم من خلال مقاطعتهم للمنتجات التركية.
ونبهت الصحيفة إلى أن الحكومة السعودية استنكرت الرسوم المسيئة للرسول، وأدانت كل الأعمال الإرهابية، طالبت أن تكون حرية التعبير مرفقة بإيجاد بيئة للتعايش والسلام. جاء موقف هيئة كبار العلماء واضحاً. معتبرة أن الإساءة للرسل والأنبياء لن تضرها بقدر ما تخدم مصالح المتطرفين، ومنهم بكل تأكيد من يمثلون تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسهم تنظيم "الإخوان المسلمين" الذي يجسده في هذه الأوقات مشروع الخلافة العثمانية بقيادة أردوغان، الذي اعتدنا منه فهلوته في توظيف كل ما هو ديني وإسلامي لخدمة أجندته السياسية.
آفة الإرهاب
من جانبها تحدثت صحيفة "البيان" الإماراتية عن معركة فرنسا وجهودها في مكافحة الإرهاب ومطالبات الأحزاب ومنظمات معنية منح السلطات الأمنية صلاحيات أوسع للتصدي لهذه الآفة وحماية البلاد من خطر التطرف بشقيه "المتشدد"، و"اليميني المتطرف" الذي تفشى خلال السنوات الخمس الأخيرة وكان حصيلتها 22 عملية إرهابية تم تنفيذها بالفعل، و31 عملية تم إحباطها قبل التنفيذ.
وذكرت الصحيفة أنه خلال الـ5 أعوام الأخيرة رفعت الشرطة الفرنسية درجات التحذير من خطر التعرض لهجمات إرهابية إلى مرتفعة 8 مرات خلال مناسبات واحتفالات رسمية، كما رفعتها إلى مرتفع جداً 12 مرة أغلبها نتيجة توافر معلومات حول تنفيذ عمليات إرهابية، ونجحت هذه الإجراءات في تفكيك 6 شبكات إرهابية قبل تنفيذ عملياتها.
وأكدت الصحيفة أن جهود الحكومة الفرنسية لم تتوقف ضد تغلغل الجماعات المتطرفة بكافة أنواعها، ومحاربة "الراديكالية" و "التطرف" كاقضايا اجتماعية وليست دينية، تكفل حرية العبادة لكنها في الوقت ذاته تواجه الأفكار المتطرفة "مسيحية" أو "إسلامية" وتضمن التعايش والتسامح داخل المجتمع، وتؤمّن الفرنسيين من مخاطر الأفكار المتطرفة.
خبث الإخوان
في صحيفة "الشرق الأوسط" نبه الكاتب مشاري الذايدي من خطورة الرئيس التركي أردوغان وكيف أنه يدير ماكينة إعلامية عالمية، ويلتف حوله، في سلوك صوفي ودروشة سياسية، جموع من جماهير "الإخوان المسلمين" في أنحاء العالم، يكتب الأكاذيب ويبث دعاياته في "عوام" المسلمين في شتى الأصقاع، خاصة مع فاعلية النشر والبث والترويج للماكينات الإخوانية وشبه الإخوانية، سيما بين الشعوب التركية وغير العربية.
وقال "لا حاجة لنا لتكرار القول بأنه لا يوجد مسلم يرضى الإساءة لجوهر دينه، هذا طبعاً مرفوض ولسنا بحاجة لأردوغان لنعرف عظمة تاريخنا ونبل ديننا، ولكن سبب غضب أردوغان على ماكرون وفرنسا، ليس رسومات كاريكاتير "هي جزء من الثقافة الفرنسية أعجبنا أم لا" والرد عليها يكون بالحجة والبيان والسلوك القويم أيضاً، لكن غضب السلطان التركي "الحقيقي" هو مواقف فرنسا ضده في ليبيا وسوريا وأرمينيا والبحر الأبيض المتوسط، هذا هو السبب الحقيقي، والباقي تسويغات شعبوية.
وأشار إلى ان غضب "الإخوان وأتباعهم وأشباههم، وزعيمهم أردوغان، زاد بعدما قررت الإدارة الفرنسية بدء المواجهة مع جماعات الإخوان وأشباههم، فكانت النتيجة كل هذا الجو المحموم وبموازاة ذلك قبضت الشرطة السعودية على رجل هاجم حارس القنصلية الفرنسية بمدينة جدة غرب البلاد، بعدما هاجم بخنجر حارس القنصلية الفرنسية.. فهل جاء كل ذلك قبيل المصادفة؟!.
وأوضح أن هناك حالة "تهييج عالمية وتجهيز مناخ عدواني بذريعة الرسوم المسيئة للإسلام، ثم تحريف كلام الرئيس الفرنسي ماكرون الذي كان يتحدث عن المتطرفين الفكريين الإسلاميين وليس عن دين الإسلام نفسه أو بقية المليارين من مسلمي الكرة الأرضية. وفي الجهة المقابلة سارعت أصوات مسلمة مهمة لتبرئة الإسلام من خبائث "الإخوان" والمتطرفين وأردوغان، وغيرهم من شعبويي الساسة المسلمين من جهلة المسلمين، الذين لا يمثلون حضارة وتاريخ المسلمين وهذا الجنون الإخواني الأردوغاني ليس باسم المسلمين إذن".