تونس تتهم مندوبها المقال في الأمم المتحدة بالإساءة لبلاده
اتهمت الرئاسة التونسية مندوبها المقال لدى الأمم المتحدة المنصف البعتي بأنه أراد "الإساءة" الى البلاد ورئيسها عبر توزيع مشروع قرار مناهض للخطة الأميركية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين من دون أي مشاورات مسبقة.
وعدل الفلسطينيون عن طرح مشروع قرار يرفض خطة السلام الأميركية على التصويت في مجلس الأمن الدولي بسبب عدم تلقيهم دعماً دولياً كافياً وسط ضغوط أميركية شديدة على داعمي الرئيس محمود عباس.
وأكد عباس الثلاثاء أمام مجلس الأمن رفض الخطة معتبرا انها "تحول شعبنا ووطنا الى دولة ممزقة".
واتهمت الرئاسة البعتي وأطرافا أخرى لم تذكرها بالسعي الى الاساءة لصورة تونس ورئيسها قيس سعيّد الذي أكد "في أكثر من مناسبة على ان الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم".
وقالت الرئاسة في بيان اطلعت عليه فرانس برس الثلاثاء "لم يكن من بادر بتقديم هذا المشروع (البعتي) ومن أوعز اليه في الخفاء من تونس على النحو الذي تم تقديمه به يسعى الى تمرير هذا المشروع وهو يعلم مسبقا بأنه سيصطدم بحق الاعتراض من أكثر من دولة، بل كان الهدف الذي لا يخفى على أحد انه أراد الإساءة لتونس ولرئيسها على وجه الخصوص".
وأكدت الرئاسة انه خلال اعداد نص المشروع لم يتم الرجوع لا لرئاسة الجمهورية ولا لوزارة الشؤون الخارجية للتشاور.
واضافت ان البعتي "صار يستجدي عطف عدد من العواصم المساندة لما سمي ظلما بالصفقة حتى يتم التراجع عن قرار إعفائه ولم يبق له سواء الاستجداء بالمحتل الصهيوني وهو يتظاهر بمواجهة الاحتلال".
وكانت الخارجية التونسية عللت الجمعة اقالة البعتي بعدم التنسيق والتشاور قبل تقديم مشروع قانون لادانة ما يوصف ب"صفقة القرن" التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الشهر الفائت ورفضها الفلسطينيون.
وقال مصدر دبلوماسي تونسي لفرانس برس "هذه مسألة تتعلق بعدم احترام التدابير ولا بخصوص مضمون المشروع".
وفاجأت اقالة البعتي الدبلوماسي صاحب الخبرة الطويلة، نظراءه في الأمم المتحدة كما أثار جدلا واسعا في الاعلام التونسي.
وقال عز الدين زياني السفير السابق ورئيس المجلس التونسي لدراسات الأمن الشامل "مهما حصل فيجب احترام السيادة"، وتابع "استدعاء سفير بتلك الطريقة يؤثر على مصداقية الدبلوماسية التونسية".
وتم تعيّين البعتي في سبتمبر الفائت قبل وصول سعيّد الى الرئاسة ليتم لاحقا إقالة وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي الذي تولى منصبه منذ 2016.