خلافات السر تظهر للعلن
روسيا تتهم تركيا بالإخلال بالتزاماتها في شمال سوريا
قال الكرملين اليوم (الأربعاء) إن تركيا لا تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا «لتحييد» المتشددين في محافظة إدلب السورية، وإن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة، حسبما نقل تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.
وتابع الكرملين بأن تركيا لا تقوم بـ«تحييد الإرهابيين» في إدلب، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هناك مواجهات بين موالين للنظام السوري وقوات أميركية في شمال شرقي سوريا اليوم.
وذكر المرصد أن قوات النظام السوري تتوسع في محيط الطريق الدولي حلب - دمشق في شمال غربي سوريا لضمان أمنه غداة سيطرتها عليه بالكامل للمرة الأولى منذ 2012، وتابع المرصد «هناك تقدم متواصل منذ أمس (الثلاثاء) لقوات النظام السوري في إطار تأمينها محيط الطريق الدولي وإبعاد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى عنه منعاً لاستهدافه».
ويأتي هذا التقدم في وقت يتصاعد التوتر بين دمشق وأنقرة مع تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الأربعاء) بـ«ضرب» قوات النظام في «أي مكان» في سوريا.
في ديسمبر (كانون الأول) بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً.
وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي المجاور؛ حيث يمر طريق «إم 5» الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام السوري على كامل الطريق الدولي للمرة الأولى منذ 2012، العام الذي بدأت فيه الفصائل المعارضة بالتوسع في سوريا.
وبعد سيطرتها على بلدات وقرى عدة منتشرة على جانبيه وتحديداً الجهة الشرقية، تمكنت قوات النظام منذ الثلاثاء من التوسع إلى الغرب منه واستعادت قرى وبلدات عدة أبرزها بلدة خان العسل المحاذية لمدينة حلب.
وكانت قوات النظام استعادت أجزاء من الطريق في هجمات شنتها خلال السنوات الماضية في جنوب ووسط البلاد وقرب العاصمة دمشق، قبل أن تركز معاركها على محافظة إدلب وجوارها.
وبعد أسابيع من القصف والمعارك في محافظة إدلب ومحيطها؛ حيث تنتشر نقاط مراقبة تركية بموجب اتفاق سوتشي، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قل مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها الإثنين.
ووجهت أنقرة تحذيرات متتالية لدمشق بعدم استهداف قواتها مجدداً.
وقال إردوغان اليوم «سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتبارا من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ومواقع المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر».
ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.