هل يُعيد بايدن "تنظيم الإخوان" للواجهة من جديد ؟

قبل أسابيع قليلة من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سعى قادة تنظيم الإخوان الإرهابي للاجتماع مع المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، ونجحوا في ذلك بعد اجتماع معه في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتبادلوا معه "فرص الدعم المتبادلة" في مواجهة حملة الرئيس دونالد ترامب.
ويشعر الإخوان أن وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن للبيت الأبيض، طوق نجاة، إلا أن التغيرات السياسية في المنطقة حسب مراقبين تجعل آمال التنظيم الإرهابي "أوهاماً" في ظل التطورات التي شهدتها المنطقة في الأعوام القليلة الماضية.
معركة دولية
ويرى الكاتب المصري أسامة سرايا في صحيفة الأهرام، أن المعركة ضد الجماعات المتأسلمة مثل تنظيم الإخوان الإرهابي لن تقتصر على المنطقة العربية، حتى بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، ولكنها ستمتد للعواصم الأمريكية والأوروبية لمنع إعادة سيطرة الإخوان على المراكز الدينية فيها.
وأوضح سرايا أن سقوط الإخوان في بورصة السياسة العربية يعطى رسائل أكثر دقة ووضوحا للأمريكيين القادمين للبيت الأبيض، وأن معالجة الإسلام الراديكالى ليس بالتحالف معه، ولكن بمواجهته، وفرض لغة القانون عليه، واحترام سيادة الدول العربية، ومنع استخدام الدين في السياسية، أو عملة للترويج السياسي، مع التشديد الشبكات الإرهابية المرتبطة بالتنظيم مالياً، وتورطه في الإرهاب بالمنطقة العربية.
واقعية
في المقابل استبعد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي، أن يهرول المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكي جو بايدن، نحو تنظيم الإخوان ليعيده للمشهد السياسي مجددا، لأن هناك واقعاً سياسياً جديداً يحتم عليه التعامل معه مثلما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح عفيفي في تصريحات تلفزيونيه، أن التغيرات في المنطقة العربية، ستقف عائقا أمام إحياء تنظيم الإخوان الإرهابي، ولن تسمح بذلك في ظل ما حصل في المنطقة منذ 2011.
وشدد عضو الحزب الديمقراطي على ضرورة تعزيز العلاقات بين القادة المصريين وبين الكونجرس لأنه هو المتحكم في السياسة الأمريكية وليس الرئيس الأمريكي وحده.
غزو استراتيجي
"لابد من الانتباه جيدا من الغزو الاستراتيجي من الماكينات الإخوانية والإيرانية بمجرد إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن"، هكذا حذر وليد فارس المستشار السابق لحملة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب من استغلال تنظيم الإخوان لعودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض مجددا.
وقال فارس في مقال له بصحيفة "اندبندنت عربية" إلا أن الثورة المصرية غيرت المعادلة على الأرض، وتبعتها وثبة العلمانيين في تونس، ثم دعم السعودية لمصر ضد الإخوان وللحكومة اليمنية ضد الحوثيين حتى انتخابات عام 2016، وتحرك الإمارات ضد المنظمات المتطرفة.
والتحالف العربي ضد الإرهاب منع توزيع المنطقة بين القوتين الراديكاليتين على مدى عقد تقريباً، ولكن لو ربح "العهد الأوبامي" عبر كلينتون ضد ترامب، لكانت السياسة الأمريكية قد كسرت التحالف العربي، أو كادت.
وأشار إلى أن واشنطن تحت إدارة بايدن وفريق أوباما، ستُطلق العنان للماكينتين الإيرانية والإخوانية لتقوما بغزو استراتيجي لإسقاط كل أخصامهما بلا هوادة، ولذلك يجب الانتباه لذلك جيدا.
ولعل الأيام المقبل ستكشف تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي داخل أروقة الإدارة الأمريكية في حالة وصول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض لمدة 4 سنوات جديدة، وتشهد المنطقة العربية تغيرات سياسية قد تصعب من عودة أفكار الإسلام السياسي المتطرف إلى المشهد مجددا.