السعودية: مساعداتنا للصين تأتي في إطار الدور الإنساني لمواجهة الأزمات
أكدت المملكة العربية السعودية أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القاضي بتقديم مساعدات من المواد الصحية والمستلزمات الطبية للصين الشعبية للتصدي لانتشار فيروس كورونا الجديد ومكافحته، «يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتينة، ودور المملكة الإنساني في دعم مختلف الدول لمواجهة الأزمات من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والوقوف مع المتضررين والمنكوبين في شتى بقاع الأرض».
جاء ذلك ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء أمس في العاصمة الرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، حيث أطلع الملك سلمان المجلس على فحوى الاتصال الهاتفي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، وما تم خلاله من تأكيد ثقة السعودية في قدرة الحكومة الصينية على التعامل مع فيروس كورونا، وتوجيه خادم الحرمين الشريفين بتقديم مساعدات للصين للإسهام في تجاوز الوباء ومعالجة آثاره. وأيضاً على ما تضمنته الرسالتان الخطيتان اللتان بعث بهما إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، من الحرص على تعزيز أطر التعاون الاستراتيجي على مختلف الأصعدة، ومواصلة العمل والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وعقب الجلسة، أوضح تركي الشبانة وزير الإعلام السعودي، لوكالة الأنباء السعودية أن المجلس، تطرق إلى ما شهده الاجتماع التحضيري للطاقة النظيفة ومهمة الابتكار (CEM11 - M15)، الذي نظمته وزارة الطاقة بالرياض، على هامش استضافة السعودية لأعمال مجموعة العشرين، بمشاركة 24 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وما ناقشه من موضوعات الطاقة وتسريع الابتكار في تقنياتها للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة والتغير المناخي، وسبل مضاعفة الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير.
وتناول المجلس، استضافة المملكة ورئاستها لأعمال اجتماع لجنة المرأة العربية في دورته التاسعة والثلاثين، تحت عنوان «تمكين المرأة... تنمية للمجتمع»، وذلك في سياق جهودها لخدمة القضايا العربية والنهوض بوضع المرأة ودعم مسيرتها من خلال التمكين الاجتماعي والاقتصادي، وإسهاماتها في التنمية المستدامة وفق «رؤية 2030»، مرحباً بإعلان الرياض «عاصمة للمرأة العربية لعام 2020» تحت شعار «المرأة... وطن وطموح»، لـ«يشكل بعداً إقليمياً لمشاركة المملكة المجتمع الدولي في هذا المجال وعلى المستويات كافة».
وبين وزير الإعلام أن المجلس استعرض تطورات الأوضاع عربياً وإقليمياً ودولياً، مشدداً على المواقف الثابتة للسعودية تجاه ما يحقق الأمن والاستقرار العالمي، وتأكيدها خلال المشاركة في مؤتمر الأمن النووي بالعاصمة فيينا، على دعمها للقرارات الدولية في هذا المجال والتحقق من حماية الإنسان والبيئة، وحرصها على أن يكون الأمن النووي أحد المكونات الرئيسية للبنية التحتية الخاصة بمشروعها الوطني للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، مجدداً دعوة المملكة للمجتمع الدولي لتعزيز جميع التدابير الرامية لمكافحة الإرهاب النووي وإيلائه المزيد من الاهتمام الدولي في ظل ما تشهده المنطقة من توترات، وانتشار الجماعات الإرهابية والميليشيات.
واطلع مجلس الوزراء على ما جاء في أعمال الإعداد للدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لدول منظمة التعاون الإسلامي من تقدير لما تقدمه السعودية بصفتها دولة المقر، ورئيس القمة الإسلامية الرابعة عشرة من دعم مستمر لنشاطاتها برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وما تضطلع به المنظمة لكونها الصوت الجامع للعالم الإسلامي، من دور رائد في توثيق أواصر التضامن بين البلدان والشعوب الإسلامية والدفاع عن صورة الإسلام السمحة والتصدي لخطاب الكراهية وجميع أشكال التطرف والإرهاب.
ومن القرارات التي أصدرها المجلس، انضمام السعودية إلى الاتفاقية الإطارية لتأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.
كما قرر تفويض وزير الداخلية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأفغاني في شأن مشروع اتفاقية تعاون أمني بين السعودية والحكومة الأفغانية، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
وقرر المجلس، تفويض وزير البيئة والمياه والزراعة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب التونسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في تونس للتعاون في مجال البحث العلمي الزراعي، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كذلك قرر المجلس، الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.
وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير البيئة والمياه والزراعة، والاطلاع على توصية معدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الموافقة على برنامج الاستمطار الصناعي في السعودية.
ووافق مجلس الوزراء على ترقيات للمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة، كما اطلع المجلس على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقريران سنويان لوزارة التعليم، ورئاسة الاستخبارات العامة، عن عام مالي سابق، وقد أحاط علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.