مقدمات خاطئة نتيجتها الفشل

رشاوي إخوان ليبيا تفسد حوار تونس

وكالات

أفشل ممثلو جماعة «الإخوان» و«الجماعة الليبية المقاتلة»، اجتماعات الحوار السياسي الليبي في تونس، وذلك بسبب الرشوة السياسية التي حاولوا تمريرها لاختيار رئيس حكومة جديد يميل إلى رؤيتهم، وهو ما تسبب في عدم التوصل لاتفاق حول آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة.

 

معرقلو الحوار

فيما أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز في مؤتمر صحفي، في ختام الملتقى السياسي الليبي في تونس أن الذين يحاولون تقديم الأموال للمشاركين سيتم تصنيفهم كمعرقلين للحوار، مؤكدةً أن الأمم المتحدة ستفتح تحقيقًا في معلومات عن دفع رشاوى وشراء أصوات، مشيرةً إلى فرض عقوبات دولية ضد من يثبت تورطه.

 

البحث عن حل

ولفتت «وليامز» إلى أن جميع من شاركوا في ملتقى الحوار في تونس متفقون على ضرورة عمل تغيير في ليبيا، لافتةً إلى أنهم أكدوا أيضًا ضرورة إنهاء معاناة الشعب الليبي، موضحةً أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع عبر الإنترنت بعد أسبوع لبحث آليات تنفيذ الاتفاقيات، مضيفة: «هناك اتفاق بين جميع الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات في ديسمبر 2021». وأوضحت ستيفاني أنه تم «الاتفاق على تمثيل المرأة في المناصب السيادية بنسبة الثلث وكذلك الشباب، مشيرةً إلى ضرورة تغيير الوضع الراهن عبر حكومة تكنوقراطية بغض النظر عمّن سيتولى رئاستها حتى نتجه للانتخابات».

 

خارطة المعاناة

وأكدت المبعوثة الأممية، أن إقامة الانتخابات في ديسمبر المقبل كان مقترحًا من عضو مجلس النواب عن الجنوب وتم الإجماع عليه، موضحة أن الشعب الليبي يريد أن يرى مؤسسات موحدة وتقدمًا حقيقيًّا نحو المصالحة الوطنية، لافتةً إلى أن اللجنة القانونية التي ستضع القاعدة الدستورية للانتخابات ستكون من المشاركين في ملتقى الحوار السياسي، واصفة للوضع بأنه خارطة للمعاناة لا الطريق المأمول.

 

خيبة أمل

وأعرب عدد كبير من النواب والساسة الليبيين عن خيبة أملهم بسبب فشل الحوار الذى يعولون عليه كثيرًا لحل الأزمة الراهنة في ليبيا، محملين البعثة الأممية مسؤولية هذا الفشل لعدم تصديها للمال السياسى الفاسد، الذي كان محور حديث الحاضرين في تونس إلا أن تداركت الخطأ بالإشارة إلى فتح تحقيق وفرض عقوبات على المتورطين.

 

بداية خاطئة

الغريب أن البعثة الأممية وجهت دعوات لشخصيات تتبع جماعة الإخوان دون أن يكون لها أي قاعدة شعبية داخل ليبيا بعكس مكونات أخرى تم تهميشها رغم امتلاكها القاعدة الشعبية الأكبر في البلاد، وهو ما خلق حالة رفض من المشاركين في الحوار دفع زيدان معتوق الزادمة الممثل لإحدى قبائل الجنوب الليبي للانسحاب.

 

 سطوة الرشاوى

وحاولت قيادات تيار الإسلام السياسي خلال اجتماعات حوار تونس شراء ذمم بعض المشاركين عبر تقديم إغراءات مالية، وهو ما كشفته وسائل إعلام ليبية خلال الساعات الماضية، ما يؤكد أن المال السياسي الفاسد الذى بحوزة الإخوان المدعومين من تركيا وقطر هو من يسيطر حاليًا على المشهد، وهذا يكشف مدى تخبط البعثة الأممية وعدم إدراكها لطبيعة المجتمع الليبي.

حاولت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فرض الإسلاميين على السلطة التنفيذية الجديدة إلا أن التيار الوطني الممثل لجنوب وشرق ليبيا أفشل تلك التحركات التي حاولت خلالها البعثة الأممية تمرير صفقة تمكين الإسلاميين والخروج في مؤتمر صحفي للحديث عن التوصل لحل للأزمة الليبية.