عبر المساعدات الخيرية

قطر تدخل ملف سد النهضة المتنازع عليه بين مصر والسودان وإثيوبيا

سد النهضة

وكالات

من جديد تحضر قطر في ملف سد النهضة المتنازع عليه بين مصر والسودان من ناحية، وإثيوبيا من ناحية أخرى، ولكن هذه المرة تحت شعار المساعدات الخيرية.

ووفقًا لمنظمة «قطر الخيرية» التي تستخدمها الدوحة في التسلل إلى القضايا عبر المساعدات العينية، أرسلت الدوحة الأحد، 29 نوفمبر، مساعدات إيوائية عاجلة لآلاف اللاجئين الإثيوبيين الذين فروا إلى السودان بمعسكر «أم راكوبة» الحدودي في منطقة «القلابات» بولاية القضارف شرقي السودان.

وذكرت المنظمة في موقعها الرسمي على الإنترنت، أن المساعدات الإغاثية تضمنت «مواد إيواء شملت 100 خيمة كبيرة، و2600 بطانية في المرحلة الأولى لتدخلها الإغاثي الذي سيتواصل في المرحلة القادمة»، على حد بيانها.

ووصلت السبت طائرة قطرية إلى العاصمة السودانية الخرطوم تحمل مستلزمات صحية لمجابهة فيروس كورونا، ومساعدات لدعم اللاجئين الإثيوبيين.

وتستهدف قطر من ذلك التوغل السياسي تحت ذريعة التجاوب مع التصريحات التي أعلن عنها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، الذي قال إن هناك حاجة ماسة إلى أكثر من 150 مليون دولار، خلال الأشهر الستة المقبلة، لمعالجة أوضاع اللاجئين الإثيوبيين بالسودان، وقبلها بيوم، أعلن جراندي ارتفاع عدد اللاجئين الإثيوبيين في السودان إلى 43 ألفًا.

 

الدور القطري في أفريقيا

لا يبتعد ملف المساعدات القطرية لشعوب القارة الأفريقية، وتحديدًا الجنوبية منها للدولة المصرية، عن الخلاف المصري القطري، إذ رصدت العديد من التقارير عن توجه قطري لإزعاج مصر في علاقتها بدول جوارها الأفريقي.

وتحضر قطر بقوة في ملف سد النهضة عبر تقديم المساعدات التي يفسر البعض كونها مكافأة على التعنت الإثيوبي في المفاوضات مع مصر، إذ وصلت في يونيو الماضي شحنة مساعدات قطرية في ظل الخلافات «المصرية ــ الإثيوبية».

وتعود هذه السياسات إلى ما قبل فترة حكم رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي أبي أحمد، إذ شهت العلاقات «الإثيوبية ــ القطرية» تحسنًا خلال فترة رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريا دسلين، الذي زار قطر في نوفمبر 2017، وطالب بتوسيع التعاون الاقتصادي بين أديس أبابا والدوحة وتبادل الاستثمارات.

واستمرت العلاقات في التحسن، حتى أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي، أبي أحمد، رسالة إلى الدوحة، قائلًا: «أعبر عن امتناني لدولة قطر لتبرعها بمواد الوقاية من كوفيد-19، والتي تشمل الأقنعة والألبسة الخاصة بالجراحة ودروع الوجه الواقية وغيرها، شكرًا لدعمكم جهودنا لاحتواء تفشي المرض».

ورغم أن العلاقات الاقتصادية بين الدولتين ليست واسعة، إلا أن إثيوبيا تثمن الدعم الإعلامي الذي توفره الدوحة لإثيوبيا عبر فضائياتها الإخبارية.

وتقدم «الجزيرة» دورًا دعائيًّا لسياسات «أبي أحمد» في محيطه الأفريقي، وتقديمه في هيئة الزعيم، وهو ما يفسره محللون في سياق الخلاف «المصري ـــ القطري».