بعد اكتشاف أول حالة
مصر تكثف إجراءاتها لمواجهة خطر فيروس كورونا
كثفت وزارة الصحة المصرية جهودها مع اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس "كورونا" الجديد، داخل أراضيها، لمواطن صيني قادما من بلاده، إذ اتخذت إجراءات وقائية مشددة مع أول الحالة، وحيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتيًا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يومًا "فترة حضانة المرض"، علاوة على رفع درجات الاستعداد للقصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية.
"ظهور الفيروس"
وزارة الصحة المصرية، أعلنت بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد لشخص "أجنبي"، مشيرة إلى أنها نجحت في اكتشاف أول حالة بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس كورونا المستجد ومن خلال الفرق الوقائية التي تتابعهم على مدار الساعة.
وذكر متحدث الوزارة خالد مجاهد، أنه تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها والتي جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أي أعراض مرضية، لافتا إلى أنه تم إبلاغ المنظمة العالمية على الفور، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة، حيث تم نقل الحالة بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحيًا والاطمئنان عليه، موضحًا أن الحالة حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض، وحالته مستقرة تمامًا.
وقال إن الوزارة اتخذت إجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتيًا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يومًا "فترة حضانة المرض"، لافتًا إلى متابعتهم دوريًا كل 8 ساعات وإعطائهم الإرشادات الصحية الواجب اتباعها، كما تم تعقيم المبنى الذي كانت تقيم به الحالة والمخالطون لها.
"تفاصيل الحالة"
وذكر مصدر مسؤول في وزارة الصحة المصرية أن أول حالة إصابة في مصر بفيروس "كورونا" الجديد، كانت لأجنبي صيني الجنسية قادم من الصين، وكان حاملا لفيروس كورونا، موضحا أن المواطن الصيني، تم توقيع الكشف عليه في مطار القاهرة الدولي ولم تظهر عليه أعراض المرض، التي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة أو العطس أو الرشح.
وأكد المصدر -لصحيفة "اليوم السابع" المصرية- أن الحالة لراكب قادم من الصين، وكان مرافقا له 14 شخصا بينهم مصريون على نفس الرحلة، موضحا أنه "تم إخضاع 15 شخصًا بينهم الشخص الحامل للفيروس كورونا للحجر الصحي، وتم قياس درجات الحرارة والحصول على مسحة من الزور وتم إرسالها فجر أمس إلى المعامل المركزية للتحليل، وكشفت أن شخصا واحدا حامل فقط لفيروس كورونا المستجد وباقي الحالات لا تعاني من أي وباء محتمل".
وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، قالت: إن الحالة المصابة، لا تظهر عليها أعراض المرض حتى الآن، وهو يعتبر في فترة حضانة للمرض وليس مصابا بشكل فعلي، مؤكدة أن فيروس كورونا مثل الأنفلونزا يحتاج إلى الراحة فى البيت والتغذية السليمة، وأن أكثر الذين تأثروا بالفيروس نسبة ضئيلة، وهم ضعاف المناعة وكبار السن والحوامل وغيرهم، وأن هناك إجراءات احترازية مشددة من قبل الوزارة لمواجهة دخول الفيروس لمصر.
وأضافت وزيرة الصحة خلال تصريحات تلفزيونية، عبر قناة MBC، أن جميع المرافقين أثناء السفر وفي المنزل الذي كان يقيم فيه، تم الكشف عليهم والنتائج ظهرت سلبية، وتم عمل الإجراءات الاحترازية اللازمة، وضمان البقاء في منازلهم بتعليمات ومتابعات يومية لمدة 14 يوما فترة حضانة الفيروس، والتأكد من عدم وجود أي تغيرات معملية وارتفاع في درجات الحرارة.
"تعاون مستمر"
وذكرت الوزيرة أن هناك تبادل للمعلومات والبيانات بدقة متناهية بين الدولة ومنظمة الصحة العالمية للمساعدة في اكتشاف خصائص المرض، للوصول إلى أدوية بشكل أسرع، وتم مد المنظمة بكافة البيانات اللازمة، مشددة على عدم وجود أي إصابات أخرى غير الشخص حامل المرض الذي تم اكتشافه، وأنه تم إرسال إلى الحجر الصحي بعيدا عن المكان الذي يوجد به العيادات التي تحتضن المصريين العائدين من الصين، وأن ما تم تداوله كان عبارة عن شائعات.
وأوضحت أنه تم تنفيذ معسكر إخلاء مجهز بكافة المستلزمات الطبية، المعسكر يسع لأكثر من 800 حالة، وتم إعداد مستشفى أخرى للعزل الصحي، وأن الدولة على أتم الجاهزية لمواجهة الفيرس، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 340 مواطن مصري في مدينة ووهان الصينية، وتم تجهيز هذا المكان من أجل استقبال المصريين الموجودين في المدينة الصينية.
وتتابع وزيرة الصحة والسكان انعقاد غرفة إدارة الأزمات والتي تعمل على مدار الـ24 الساعة والتي تضم ممثلين من كافة الوزارات والجهات المعنية، بديوان عام الوزارة، لمتابعة موقف فيروس كورونا المستجد داخل البلاد وخطة الوزارة الوقائية بالمنافذ والموانئ وجميع مديريات الصحة بالجمهورية، مشددة على رفع درجات الاستعداد للقصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية.
"إشادة عالمية"
وأشاد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الدكتور جون جابور، بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها، مشيدًا بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان حيال الحالة المكتشفة والمخالطين لها.
وأكد جون أن مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس كورونا المستجد وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، فضلا عن كونها من أوائل الدول بإقليم شرق المتوسط التي أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا المستجد.