العودة من تحت الرماد
شبح الإرهاب يدق أبواب تونس مجددًا

أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة 19 ديسمبر 2020، أن مصالح الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسة بسلامة تونس، وبالتنسيق مع الإدارة المركزية لمكافحة الإرهاب بالإدارة العامة للمصالح المختصة للأمن الوطني، تمكنت بعد عملية نوعية استباقية، من كشف عنصر إرهابي عملياتي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي كان يُخطط لتنفيذ عملية نوعية بتونس.
وقالت الداخلية التونسية، إنه بعد القبض والتحقيق على العنصر الإرهابي، اعترف بتلقيه دروسًا معمقة في كيفية صنع المتفجرات والمواد السامة عبر تقنية التواصل عن بعد، وشروعه في القيام بالأعمال التحضيرية لتنفيذ عملية نوعية وشيكة على شاكلة «الذئاب المنفردة»، بعد توفير المستلزمات الضرورية لذلك.
وكان تنظيم «داعش» بث يوم 17 يونيو 2019، فيديو لمجموعة من المسلحين يحضون على شن مزيد من الهجمات في تونس، ويؤكدون مبايعتهم لزعيم التنظيم، «أبوبكر البغدادي».
وحمل الفيديو الذي نشر على حسابات التنظيم على تطبيق «تليجرام»، توقيع المكتب الإعلامي لتنظيم «داعش» في تونس، ونادرًا ما يجري تداول أشرطة فيديو لمسلحين في تونس.
وظهرت في الشريط مجموعة من المسلحين ملثمين حاملين الرشاشات في لقطات عدة في منطقة غير معروفة.
أبرز الخلايا الإرهابية
يعد ما يسمي تنظيم جند الخلافة من أكثر التنظيمات الإرهابية الأبشع في تونس، وتلك الجماعة ظهرت لأول مرة عام 2014 في الجزائر، بعدما انشقت عن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وبايعت تنظيم «داعش» وزعيمه «أبوبكر البغدادي»، واتخذت من الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس مجالًا لنشاطها.
ووفقًا لما نقلته «فرانس 24»، بدأت الجماعة تنفيذ عملياتها في تونس، عام 2015 عندما تبنت عملية ذبح أحد أعوان الأمن بمحافظة زغوان خلال عودته إلى منزله، ونجحت هذه المجموعة في السنوات الأخيرة في استقطاب عدد من العناصر الجهادية من تونس والجزائر، معتمدة على تهريب الأسلحة من ليبيا.
وفي 27 فبراير 2018، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، من أنها ستتخذ إجراءات عقابية ضد المجموعات التابعة لتنظيم «داعش»، المتمركزة خارج سوريا والعراق وكل من يتعامل معها، ومنها ما يُسمى بـ«كتيبة جند الخلافة» الإرهابية المتحصنة بجبال الوسط الغربي بتونس.
وصنفت الولايات المتحدة كتيبة «جند الخلافة»، ضمن قائمة المجموعات الإرهابية المبايعة لتنظيم «داعش»، وذلك إلى جانب مجموعات «داعش مصر» و«داعش الفلبين» وتنظيم «موت» بالفلبين و«داعش بنجلاديش» و«داعش الصومال» و«داعش غرب أفريقيا».
ومن بين 3 عمليات إرهابية نفذها التنظيم في 2015، فإن الحكومة التونسية تعتبر كتيبة عقبة بن نافع التي كانت تتبنى فكر تنظيم «القاعدة»، لكنها بايعت تنظيم «داعش»مسؤولة عن الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف متحف باردو في 18 مارس من العام نفسه، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا.
كما تُعد كتيبة «عقبة بن نافع»، من أبرز الجماعات التابعة للتنظيم في تونس، وهي مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود بين تونس والجزائر، وبحسب السلطات التونسية، هذه المجموعة التي اختارت لنفسها اسم القائد العسكري المسلم الذي فتح تونس، مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، وخططت لإقامة أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا في هذا البلد.
وفي سبتمبر 2014، أعلنت كتيبة عقبة بن نافع، مبايعة تنظيم «داعش» ودعته إلى التحرك خارج سوريا والعراق، وقالت في بيان لها: «الأخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع يدعمون بقوة تنظيم «داعش»، ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان».
تونس أكثر المصدرين للإرهاب
وفي يوليو 2015، قدر خبراء في الأمم المتحدة، عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، بأكثر من 5500 شاب، موزعين كالتالي 4000 تونسي في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن، وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا.
وفي ديسمبر 2017، أجرى مركز فيريل الألماني للأبحاث، دراسة عن أعداد المقاتلين الأجانب داخل تنظيم داعش الإرهابي، واحتلت الدولة التونسية المركز السادس من خلال عدد المسحلين، وذلك بنحو 12 ألفًا و800 إرهابي، منذ اندلاع الحرب في سوريا، وقد قتل منهم نحو 5 آلاف إرهابي، وبلغ عدد المقاتلين 1320 إرهابيًّا.
وكشفت الدراسة أن عدد النساء التونسيات المشاركات في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وصل إلى 66 امرأة.