الانتخابات الفلسطينية

هنية يعلن قبول حماس إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتوالي

خلافات حالت دون المصالحة

رام الله

أعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مساء الأحد، قبول الحركة إجراء انتخابات فلسطينية تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتوالي.

وقال هنية في كلمة متلفزة الأحد، "إن حركته تتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني".

وشدد هنية على "أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، وننتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام"، مؤكدا على ضرورة انتهاء العملية الانتخابية في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها".

وكشفت مصادر قيادية في حركة حماس أن الحركة تخلت عن شرطها الخاص بإجراء الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، بشكل متزامن، ووافقت على عقدها بـ"التتابع"، بعد أن تلقت ضمانات عربية ودولية.

وقال وصفي قبها، القيادي في حماس، بالضفة الغربية إن الضمانات التي تلقتها الحركة تتمثل في "الالتزام بإجراء الانتخابات بشكل متتابع والمراقبة والإشراف على الانتخابات وضمان النزاهة والعدالة".

وبيّن أن حماس تلقت ضمانات من بعض الدول بـ"الالتزام بإجراء الانتخابات (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني) خلال ستة شهور، في ظروف وأجواء ومناخات مناسبة وتضمن العدالة للجميع بالتحرك والعمل، كما وتعهد الوسطاء بضمان نزاهة الانتخابات من خلال الإشراف".

وكانت حماس تشترط إجراء جولات الانتخابات الثلاث، بشكل متزامن، لكنّ حركة فتح تطالب بإجراء الانتخابات "التشريعية" أولا، تليها "الرئاسية"، ثم "المجلس الوطني".

وأشار مصدر ثان في حركة حماس إلى أن حركته تلقت ضمانات من خمس دول وهي مصر والأردن وتركيا وقطر وروسيا، بعقد الانتخابات الفلسطينية بالتتابع، بدءا بـ"التشريعية"، خلال ستة أشهر، وضمان نزاهتها.

وأضاف "بناء على ضمانات تلك الدول تراجعت الحركة عن موقفها السابق الذي يتمثل بعقد الانتخابات متزامنة، ورمت الكرة في ملعب حركة فتح والرئيس عباس".

وأشار إلى أن "عباس تواصل مع تلك الدول وطلب تدخلها في إنجاح المصالحة الوطنية، والتي قامت بدورها بالتواصل مع قيادة الحركة وقدمت الضمانات".

والسبت، أعلن الرئيس عباس ترحيبه بمضمون رسالة استلمها من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية حول "إنهاء الانقسام، وإجراء الانتخابات".

وقالت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس تسلم رسالة خطّية من هنية، نقلها له أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الرسالة التي نقلها لعباس، كانت "بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة، وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، وانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط".

وكشف مصدر ثالث في حماس أن الحركة وافقت على التتابع في إجراء الانتخابات بعد أن كانت ترفضها في السابق، وكانت تصر على التزامن.

وأضاف المصدر "هذا يمكن اعتباره تنازلا ومرونة من قبل حماس في التعاطي مع قضية المصالحة التي تعتبرها قرارا استراتيجيا لا رجعة عنه، خاصة في ظل الظروف الصعبة وهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية".

وتابع "فحوى رسالة رئيس الحركة إسماعيل هنية للرئيس عباس، يتضمن الموافقة على تتابع الانتخابات، تشريعية ثم رئاسية ثم مجلس وطني".

كما كشف أن الحركة وافقت على طلب حركة فتح إجراء الانتخابات "وفقا للقائمة الموحدة، وبالتمثيل النسبي الكامل باعتبار الوطن دائرة انتخابية واحدة".

وأجريت انتخابات المجلس التشريعي السابق عام 2006 وفق النظام المختلط (التمثيل النسبي والقوائم المحلية).

وأكمل المصدر في حماس "لا نريد استباق الأحداث، لكن لدى حماس خيارات وسيناريوهات للتعامل معها سواء في حال تم الالتزام من قبل أبومازن بإصدار المرسوم، وبكافة مراحل الانتخابات، أم لم يلتزم، ولكل حادث حديث".

وأشار إلى وجود "عدة متغيرات مستجدة أدت إلى هذا الموقف من قبل حماس، ومنها التوجه في إسرائيل نحو إجراء انتخابات رابعة في مارس الماضي، وكذلك الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الديمقراطي جو بايدن".

وأضاف "أيضا الحديث يدور عن ممارسة دول وازنة في الاتحاد الأوروبي ضغوطا مستمرة على الرئيس محمود عباس، من أجل تجديد شرعية مؤسسات السلطة عبر إجراء انتخابات".

وفي 16و17 نوفمبر الماضي، عقدت حركتا حماس وفتح في القاهرة لقاءات لبحث جهود تحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام.

وسبق ذلك عقد الحركتين في سبتمبر الماضي، لقاء بمدينة إسطنبول التركية، اتفقا خلاله على "رؤية، ستُقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية".

لكن الجهود تعرقلت بعد ذلك، وتبادلت الحركتان الاتهامات حول الجهة المتسببة في تعطيل جهود المصالحة.

 وقالت حركة فتح في 25 نوفمبر الماضي إن حوارات المصالحة الفلسطينية "لم تنجح" بسبب خلافات مع حماس حول مواعيد إجراء الانتخابات.

وأُجريت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي مطلع عام 2006، وأسفرت عن فوز حركة حماس بالأغلبية، فيما كانت قد سبقت ذلك بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها محمود عباس.