أراء متطرفة..

منفيون من تويتر في الولايات المتحدة.. كل التطبيقات تؤدي إلى الفوضى

الآلاف من المنشورات تدعوا على تطبيق بارلير إلى أعمال عنف وأثارت هياج أنصار ترامب

فرنسا

لجأ “المنفيون” من موقع تويتر، وهم من أنصار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى تطبيقات “حرية التعبير” الهامشية والبديلة التي تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وآرائهم المتعصبة.
وأصبحت تطبيقات “حرية التعبير” الهامشية، ملاذاً لخطاب الكراهية ومغناطيساً لأنصار ترامب الذين أبدى معظمهم استياءهم من القيود التي تفرضها المواقع الكبرى مثل تويتر وفيسبوك، التي حظرت بعضهم بسبب آرائهم “المتطرفة”.

ويُفضل الكثير من أنصار ترامب استخدام بارلير، الذي يضم نحو 10 ملايين مستخدم، والذي يُنظر إليه على أنه ملاذ لمن تحظرهم شركة تويتر، التي علّقت حساب ترامب نهائياً، الجمعة 8 يناير 2021.
ودعت الآلاف من المنشورات على تطبيق بارلير إلى أعمال عنف وأثارت هياج أنصار ترامب.
وكانت شركتا آبل وأمازون قد علقتا منصة بارلير من متجر تطبيقات آبل وخدمة أمازون لاستضافة المواقع، حيث قالت الشركتان إن منصة التواصل الاجتماعي، التي تشتهر بإقبال الكثير ممن يميلون إلى اليمين على استخدامها، لم تتخذ التدابير الكافية لمنع انتشار المنشورات المحرضة على العنف.


ويأتي قرار آبل وأمازون في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها غوغل المملوكة لـ”ألفابت”، الجمعة.
واستخدمت بارلير، طبقاً لبيان أصدرته آبل، لتنسيق حصار مبنى الكونغرس الأميركي الأربعاء الماضي. وخطوة أمازون تعني فعلياً حذف خدمات بارلير من على الإنترنت ما لم تتفق المنصة مع شركة جديدة لاستضافة خدماتها.


وذكرت أمازون في رسالة بريد إلكتروني أرسلها فريق الثقة والأمان بخدمات أمازون ويب للحوسبة السحابية، أنها سحبت بارلير، لأنها خالفت معايير الخدمة التي تتبعها الوحدة عندما لم تتعامل بفاعلية مع زيادة مطردة في المحتوى العنيف.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة وجيزة من حذف غوغل تطبيق بارلير من متجرها، قائلة إنها لا تسمح إلا لتطبيقات التواصل الاجتماعي التي تنتهج “سياسات معتدلة وقوانين إنفاذ تحذف المحتوى الشائن مثل المنشورات التي تحرض على العنف”.


في المقابل، انتقد جون ميتس، الرئيس التنفيذي لبارلير، الخطوات التي اتخذتها أمازون وغوغل وآبل، قائلاً إنها “جهد منسق مع إدراك الشركات الثلاث أن خيارات بارلير ستكون محدودة، وأن التعليق سيلحق أكبر الضرر، في ضوء حظر ترامب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى”.
وأضاف ميتس في منشور على بارلير أنه “من المحتمل ألا يكون بارلير متاحاً على الإنترنت لمدة تصل إلى أسبوع، لأننا سنبدأ من الصفر”، واعتبر أن ما قامت به الشركات الثلاث بمثابة “هجوم منسق شنّه عمالقة التكنولوجيا لقتل المنافسة في السوق.. يمكنكم توقع استمرار الحرب على المنافسة وحرية التعبير، لكننا لن نستسلم”


وبارلير هي خدمة شبكات اجتماعية أميركية تم إطلاقها في أغسطس 2018، كبديل عن موقع تويتر، وتُستخدم المنصة بشكل أساسي من قبل أشخاص مرتبطين بالرئيس الأميركي ترامب وأنصار السياسة اليمينية.
وما يميز المنصة عن بقية الشبكات الاجتماعية أنها تسمح بالمحتوى الذي يُصنف على أنه مسيء في المواقع الأخرى، وبحسب موقع بوليتيكوالأميركي، فإن الجزء الكبير من محتوى بارلير يُصنف ضمن هذا النوع من المحتوى، مثل وجود رسائل معادية للإسلام، وأخرى معادية للنسوية.


اكتسبت الخدمة شيئا فشيئا “سمعة سيئة” وارتفاعاً كبيراً في المستخدمين، بعد أن بدأ الأشخاص المرتبطون بدونالد ترامب باستخدامها، بما في ذلك مدير حملته لإعادة الانتخاب براد بارسكيل، والسيناتور مايك لي، والناشط كانداس أوينز.
وكان جيفري ويرنك، مستثمر بالشركة، سبق أن عبر عن غضبه لتصوير شركته من وسائل الإعلام، على أنها منصة لليمين. وقال ويرنك “نحن لسنا موقعاً يمينياً محافظاً. نحن ساحة عامة”.

يشار إلى أن تطبيقات التواصل الاجتماعي البديلة التي يأتي في مقدمتها تطبيق بارلير، شهدت إقبالاً بعد الانتخابات، بعد الحملة التي شنتها كل من تويتر وفيسبوك على المعلومات المضللة، بعدما تعرضا لانتقادات؛ لفشلهما في مراقبة المحتوى المتطرف.
ونشر الرئيس التنفيذي لشركة بارلير، جون ميتس، الذي أسس التطبيق عام 2018، رسالة نارية رداً على ذلك “لم ولن نتوقف عن فرض قواعدنا وإنفاذها على العنف والأنشطة غير القانونية. لكننا لن نرضخ للشركات ذات الدوافع السياسية والمستبدين الذين يكرهون حرية التعبير”.
وبرز “مي وي” (MeWe) كأحد بدائل التطبيقات الكبرى التي لا تتطلب تقصي الحقائق، وتطبيق MeWe مشابه لفيسبوك، لكنه لا يسمح بالإعلانات. ويضم مجموعات ينشر فيها أنصار ترامب نظريات المؤامرة.
كما برز إلى الواجهة تطبيق “غاب” Gab وهو تطبيق مرتبط بالمتطرفين اليمينيين، وحظره متجرا غوغل وآبل منذ سنوات بالإضافة إلى تطبيق “رامبل” Rumble وهو مشابه ليوتيوب ويُعرَض عليه برنامج يقدمه المعلق اليميني الأميركي دان بونغينو.
كما أُطلق تطبيق “يوباد” Yauped الشهر الماضي، ويزعم أنه يتيح للمستخدمين “التحدث بحرية والتعبير عن الأفكار بصراحة، دون خوف من الحذف لتعبيرك عن آرائك”.

ويتوقع خبراء الخطابات على الإنترنت أن تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي بقيادة فيسبوك وتويتر وغوغل بمراقبة خطاب الكراهية والتحريض بقوة أكبر في أعقاب تمرد الكابيتول، وهو نفس الشيئ الذي تفعله الديمقراطيات الغربية بقيادة ألمانيا.

ويعتقد ديفيد كاي، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في إيرفين والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحرية التعبير، أن منصات بارلير حول العالم ستواجه أيضًا ضغوطًا من الجمهور وإنفاذ القانون كما هو الحال بالنسبة للمواقع غير المعروفة حيث يبدو الآن أن المزيد من أعمال الشغب يتم تنظيمها عبر المنصات الهامشية قبل مراسم التنصيب.