أرخص وأسرع..

صحيفة: مصر تعتمد بشكل متزايد على الشركات المحلية

مشاريع رائدة بامكانيات محلية

القاهرة

يكشف اعتماد مصر على الشركات المحلية لتنفيذ المشاريع، عن استراتيجية حكومية تستهدف تحريك الاقتصاد بالاستفادة من الموارد المحلية لتقليل الكلفة.

وفي هذا السياق أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تصريحات صحافية، على الانتهاء من تطوير كافة القرى المصرية وحل مشكلاتها خلال فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات.

وأضاف السيسي، خلال افتتاح مشروع الاستزراع السمكي بمنطقة شرق التفريعة بمحافظة بورسعيد، أن الاعتماد على الشركات الوطنية المصرية ساهم في تقليل تكاليف المشروعات التي يجري تنفيذها في مصر. وأشار إلى أن مشروع تطوير الريف المصري تقوم بتنفيذه “أياد مصرية خالصة”.


ويعتبر مشروع الفيروز للاستزراع السمكي في شرق بورسعيد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويسهم المشروع بقيمة مضافة ضخمة في تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وذلك بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، كما يوفر 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال.

ويهدف مشروع الاستزراع السمكي إلى تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاستيراد، مع زيادة فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية، مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني.

ومن جانبه، أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، عن أن الحكومة تعمل على تطوير وتحديث شبكة السكك الحديدية بطول 5790 كيلومترا وبتكلفة تقدر بـ220 مليار جنيه، مشيرا إلى أنه خلال عامين ستكون لدى مصر منظومة سكك حديديدية جيدة.

ولفت مدبولي، في كلمة خلال افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكي بشرق التفريعة بمحافظة بورسعيد بحضور الرئيس المصري وبثها التلفزيون المصري، إلى أن عمليات تطوير السكك الحديدية تتضمن تحديث الجرارات والعربات ونظم الإشارات والمزلقانات.

وكشف عن إنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية من القطارات فائقة السرعة، بطول 2000 كيلومتر وبتكلفة تقدر بـ350 مليار جنيه، لربط العمران القائم بالعمران الجديد.

وأضاف أن استراتيجية تطوير وتنظيم النقل في مصر تتضمن منظومة جديدة من الأتوبيسات تعمل بالغاز، إضافة إلى مشروع القطار الكهربائي ومشروع المونوريل.

وأشار إلى العمل على إنشاء 25 جامعة حكومية وأهلية وخاصة بتكلفة 150 مليار جنيه، ومواصلة بناء وتطوير المدارس لتقديم خدمة تعليمية مميزة للمواطنين، وكذلك  تنفيذ المبادرات الصحية.

وأكد مدبولي أن الحكومة تسعى للقضاء على ظاهرة البناء العشوائي على الأراضي الزراعية، وتوفير إسكان حضاري للمواطنين كبديل للاستيطان العشوائي.

وتحدث عن إطلاق مشروع قومي مهم لتطوير القرى المصرية، وذلك في إطار مبادرة حياة كريمة، لافتا إلى أن الحكومة تسعى لتطوير نحو 4200 قرية مصرية يستفيد منها 50 مليون مواطن، بتكلفة 500 مليار، ويتم التنفيذ في 3 سنوات.

وأكد أنه جاري العمل على تنفيذ والانتهاء من تنفيذ 21 ألف مشروع خلال الـ3 سنوات المقبلة. وقال مدبولي إن “مصر في 2030 ستكون لها مكانة كبيرة بين دول العالم، وذلك بعد إعادة هيكلة القطاعات المختلفة”.

وتركز مصر على تنفيذ المشاريع خارج مجالها، حيث تسعى جاهدة إلى تعزيز تواجدها في أفريقيا، من خلال تنفيذ مشروعات ضخمة في دول القارة. وتسعى القاهرة لاقتناص فرص استثمار بهدف ترسيخ مكانة استثمارية مهمة، تضمن لها تنمية الشراكة الاقتصادية وتعزيز الأرباح.

وأشاد المحللون بالتوجه المصري، عبر امتداد الاستثمارات في كامل أفريقيا، حيث اعتبروا أن ذلك يحافظ على الأمن القومي للبلاد ومصالحها الاقتصادية، وتوقعوا تواجدا أكبر لمصر وبمعدلات سريعة داخل القارة خلال السنوات القليلة القادمة.

وتنفذ مصر حاليا مشروعات ضخمة في أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين الجانبين، في مقدمتها سد ومحطة “جوليوس نيريري” الكهرومائية في تنزانيا.

ويحظى هذا المشروع، باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا، وتنفذه شركتان مصريتان بتكلفة 2.9 مليار دولار.

ويهدف هذا المشروع للسيطرة على فيضان نهر روفيجي، من خلال إنشاء سد على النهر بسعة تخزينية تقدر نحو 34 مليار متر مكعب، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميغاوات، وستكون الأكبر في تنزانيا.

وفي غانا، وقعت شركة مصر للطيران وحكومة غانا في أواخر أكتوبر الماضي على مذكرة تفاهم لتأسيس شركة طيران وطنية غانية، باستثمار مصري غاني مشترك.

وفي السودان، بدأت الحكومة المصرية بالفعل تشغيل خط الربط الكهربائي مع الخرطوم، لإمدادها بـ70 ميغاوات، على أن تزداد مستقبلا إلى 300 ميغاوات، كما يوجد بالفعل ربط كهربائي بين مصر وليبيا.

كما وقعت مصر أخيرا على وثيقة للتعاون المشترك مع السودان في مجال الربط عبر خط للسكك الحديدية، سيمتد في مرحلته الأولى من مدينة أسوان المصرية حتى جنوب وادي حلفا السودانية.

وتدرس مصر، تنفيذ طريق بري يربطها بتشاد مرورا بالسودان، ليكون بوابة للتجارة بين الدول الثلاث ودول غرب أفريقيا، إلى جانب تنفيذ طريق القاهرة – السودان – كيب تاون، الذي يمر بتسع دول أفريقية.