انهيار نظام إيران في لبنان ونهاية سيطرة حزب الله: صوت الشعب اللبناني
أورنيلا سكر
في السنوات الأخيرة، شهد لبنان تحولات عميقة تعكس تغيّرًا جذريًا في موقف الشعب تجاه نظام إيران وذراعه...
يأتي نوروز 1404، الذي تزامن مع احتفالات جهارشنبه سوري في 18 مارس 2025، في لحظة فارقة من تاريخ إيران، حيث تتزايد المؤشرات على ضعف النظام وتصاعد المقاومة الشعبية. في خطابها بهذه المناسبة، أكدت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن العام الإيراني الجديد سيكون عام نصر الشعب ونهاية ليل النظام المظلم، بينما جاءت تصريحات علي خامنئي محملة بالاعتراف الضمني بالإخفاقات، ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها النظام.
عام 1403: ضربات موجعة للنظام الإيراني
وصفت رجوي العام الإيراني المنصرم بـعام الحصار للنظام، حيث تلقى نفوذ طهران الإقليمي ضربات متتالية، أبرزها:
• سقوط بشار الأسد في سوريا، ما وجه ضربة قاصمة لمحور طهران في المنطقة.
• تراجع نفوذ حزب الله في لبنان تحت الضغوط الإسرائيلية وفقدان الدعم الإيراني.
• انكماش دور الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وسط تصاعد الضغوط السياسية والأمنية.
• تدهور موقع الحوثيين في اليمن بعد تعرضهم لضربات من التحالف الدولي.
خامنئي، الذي تحدث في كلمته عن “أحداث مؤلمة” في العام الماضي، حاول رسم مقارنة بين عام 1403 وعام 1360 (1981)، الذي شهد اضطرابات واغتيالات، لكنه تجنب الإشارة إلى سقوط الأسد، وهي أكبر نكسة استراتيجية لإيران، ما يعكس حالة الإنكار التي يعيشها النظام.
تصاعد الضغوط الخارجية: تراجع الهيمنة الإقليمية
على المستوى الدولي، بدا أن الضغوط الأمريكية والغربية عادت بقوة. تصريحات دونالد ترامب بشأن تورط إيران في دعم الحوثيين، وعودة سياسة الضغط الأقصى على المشروع النووي الإيراني، إضافة إلى منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، كلها مؤشرات على تفكك الشبكة الإقليمية التي بنتها طهران خلال العقود الماضية.
نوروز.. بوابة التغيير والمقاومة
أكدت رجوي أن نوروز 1404 ليس مجرد احتفال، بل بداية لمرحلة جديدة في الثورة الإيرانية، حيث تتصاعد التحركات الداخلية رغم القمع الوحشي. فالنظام، الذي أعدم 1142 شخصًا خلال عام 1403 في محاولة لترهيب الشارع، وجد أن هذه السياسات لم تؤدِّ إلا إلى تصاعد الغضب الشعبي وتنظيم المقاومة.
ومع دخول العام الجديد، تشير التقارير إلى حراك متزايد من وحدات الانتفاضة داخل إيران، مما يجعل نوروز 2025 موعدًا مرتقبًا لتحول جذري في مسار النضال الشعبي.
هل يكون نوروز 1404 بداية النهاية للنظام؟
يبدو أن إيران على أعتاب مرحلة مفصلية، حيث تتآكل أسس النظام داخليًا وخارجيًا. فخامنئي، الذي اعتمد طوال السنوات الماضية على توسيع النفوذ الإقليمي والقمع الداخلي للحفاظ على سلطته، يجد نفسه الآن في مواجهة انتكاسات متلاحقة وتنامي الغضب الشعبي.
ومع دخول العام الجديد، يبدو أن إرادة الشعب الإيراني تزداد صلابة، ما قد يجعل نوروز 1404 ليس فقط احتفالًا ببداية ربيع جديد، بل إيذانًا بربيع الحرية والتغيير.