تقارير وتحليلات
كان أولى بينا ان احنا نتدخل تدخل مباشر في ليبيا ولدينا القدرة لكن معملناش كدا..
تقرير عربي: كيف استعجلت تركيا التدخل العسكري المباشر في ليبيا؟
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن تركيا "اكثر من مستعدة" لتقديم أي دعم عسكري تحتاجه ليبيا بعد أن وقعت أنقرة اتفاقية أمنية مع حكومة فائز السراج في طرابلس.
واستقبل الرئيس التركي السراج للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع بعد أيام من تلويح إردوغان بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعمه.
واقتربت تركيا من تقديم دعم عسكري لحكومة السراج في ساعة متأخرة الليلة الماضية عندما أحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل تزويدها بقوة للرد السريع إذا طلبت طرابلس ذلك.
وتثير الخطوة التركية الأخيرة التوتر في منطقة المتوسط وتجازف بمواجهة مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وقال أردوغان لقناة الخبر التلفزيونية "سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط. نحن أكثر من مستعدين لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا".
وأضاف بعد لقاء مع السراج ان "حوض شرق المتوسط يتمتع باحتياطيات كبيرة من الهيدروكربون وعلمنا باكتشافات توصلت إليها بعض الشركات هناك مؤخرا ومن الوارد أن نتعاون مع بعض الشركات العالمية القوية بهذا الخصوص".
وجرى هذا اللقاء الذي عقد بعيدا من الإعلام والذي لم يكن مدرجا على جدول الأعمال المعلن للرئيس التركي، في قصر دولمة بهجة على الضفة الأوروبية لاسطنبول، وفق ما أعلنت الرئاسة التركية من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكان الرجلان قد التقيا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر في اسطنبول حيث وقّعا اتفاقا يرسّم الحدود البحرية المثيرة للجدل الى جانب اتفاق تعاون أمني يتيح لتركيا تقديم مساعدات عسكرية إلى حكومة السراج.
وقد طرح الاتفاق الأخير السبت على البرلمان التركي لمناقشته والمصادقة عليه.
والثلاثاء أعلن اردوغان أن تركيا مستعدة لنشر قوات في ليبيا لدعم حكومة السراج إذا ما طلبت الأخيرة دعما من هذا النوع.
ويشن الجيش الوطني الليبي هجوما للسيطرة على طرابلس معقل حكومة الوفاق.
وفي مؤشر آخر الى التقارب بين انقرة وحكومة السراج، أعلنت تركيا أنها ستسمح لليبيين ممن هم دون 16 عاما وفوق الخامسة والخمسين بدخول أراضيها من دون تأشيرات.
وتشن قوات حفتر منذ نيسان/أبريل هجوما للسيطرة على طرابلس وقد أعلنت الخميس أنها بدأت "معركة حاسمة" للسيطرة على العاصمة الليبية.
ويوم الخميس، حث حفتر قواته على التقدم صوب وسط طرابلس فيما أسماها "المعركة الحاسمة".
ودانت دول عدة الاتفاق البحري الموقع بين أنقرة وحكومة الوفاق، بينها اليونان وقبرص لأنه يعطي أنقرة سيادة على مناطق شاسعة في شرق البحر المتوسط الغني بالموارد النفطية.
وحثت مصر التي أدانت الاتفاق البحري ووصفته بأنه غير قانوني الدول الأخرى الأحد على وقف التدخل في ليبيا لتمكينها من استعادة أمنها واستقرارها فيما يعد توبيخا واضحا لتركيا.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال منتدى للشباب منعقد في منتجع شرم الشيخ على البحر ألأحمر "كان أولى بينا إحنا أن احنا نتدخل تدخل مباشر في ليبيا ولدينا القدرة لكن احنا معملناش كدا".
وعبر السيسي عن تأييده لدور "الجيوش الوطنية" للدول في إشارة فيما يبدو إلى قوات حفتر.
ومصر منافس إقليمي لتركيا وإحدى الدول الرئيسية الداعمة للجيش الوطني الليبي الذي يقاتل قوات ابرزها جماعات اسلامية متشددة.
وتنص الاتفاقية التي أرسلت إلى النواب الأتراك على أن طرابلس قد تطلب مركبات وعتادا وأسلحة لاستخدامها في العمليات البرية والبحرية والجوية. وتنص أيضا على تبادل جديد لمعلومات المخابرات.
وقال أوتكو جاكيروزر وهو نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض وعضو في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي إن حديث أردوغان عن إمكانية إرسال قوات والانحياز إلى طرف دون آخر في الصراع الليبي "يثير القلق".
وأضاف "ينبغي ألا تدخل تركيا في مغامرة جديدة. يتعين على حكومة العدالة والتنمية التوقف فورا عن أن تكون طرفا في الحرب في ليبيا".
وفي هذا السياق المتأزم أعلنت تركيا السبت أنها ستنشر طائرات مسيّرة في مطار يقع في الشطر الشمالي من قبرص الذي تحتله أنقرة منذ العام 1974.