تقارير وتحليلات
مصدر سياسي..
اليمن: تنافس الحوثيين والشرعية على استثمار هدنة التحالف
تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيين الاتهامات بخرق الهدنة، بالرغم من عدم إعلان الطرفين صراحة عن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه التحالف العربي بقيادة السعودية من طرف واحد.
واعتبرت مصادر سياسية أنّ الحكومة والحوثيين يسعون لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية قبل أن تتصاعد الضغوط الأممية والدولية لفرض آلية لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود في مواجهة وباء كورونا الذي أعلن عن تسجيل أول حالة للإصابة به في اليمن.
ورحبت وزارة الخارجية اليمنية بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي تضمّن مساندة المجلس للقرار الأحادي بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين من جانب التحالف العربي.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن استجابة الشرعية لهذه المبادرة تأتي “تلبية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة تبعات انتشار فايروس كورونا ومن أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني وتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام وفقا للمرجعيات والثوابت الوطنية”. وأدان البيان ما وصفه “استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي لأعمالها العسكرية ورفضها الاستجابة لهذه المبادرة”.
وفي الجانب الآخر اتهم الحوثيون التحالف العربي بمواصلة التصعيد العسكري. وكتب الناطق باسم الوفد التفاوضي الحوثي ومهندس السياسة الخارجية للميليشيات الحوثية محمد عبدالسلام في تغريدة على توتير قائلا إنّ هناك “تصعيدا جويا وبريا من قبل تحالف العدوان مع استمرار الحصار. وما أعلن من وقف لإطلاق النار مجرد تدليس وتضليل على العالم”.
وألمح عبدالسلام إلى رهانات الحوثيين الخفية على استغلال أزمة كورونا وتوجه العالم نحو وقف الحرب في اليمن لدواع إنسانية لتغيير الموقف الدولي ومرجعياته السياسية للملف اليمني. وتابع في تغريدته “لو كان ثمة توجه جاد وإرادة حقيقية نحو السلام لأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا صريحا بإيقاف الحرب العبثية ورفع الحصار الجائر لا أن يكتفي ببيان هزيل يجاري فيه التحالف”.
وأطلق الحوثيون منذ إعلان التحالف العربي عن وقف إطلاق النار ما لا يقلّ عن أربعة صواريخ باليستية باتجاه مدينة مأرب، في الوقت الذي تشتد المواجهات في محيط المدينة في صرواح والجوف.
ويطمح الحوثيون إلى استغلال الضغوط الدولية والأممية لوقف الحرب في اليمن لدواع إنسانية وحالة الارتباك في الشرعية، لتحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية على الأرض قبيل تحوّل الرغبات الدولية إلى أجندات ملزمة يتم تبنّيها عن طريق مجلس الأمن الدولي.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ“العرب” عن وصول إشارات مبكرة للحوثيين على اعتزام المجتمع الدولي إنهاء الحرب وممارسة ضغوط لإجبار الأطراف السياسية على الجلوس إلى طاولة المشاورات، الأمر الذي دفع الجماعة الحوثية لتكثيف نشاطها العسكري وإسقاط الجوف ونهم وتضييق الخناق على مأرب، بالتزامن مع إعداد رؤية سياسية حوثية لتقديمها كوثيقة للحل السياسي. وحذّر مراقبون يمنيون من استمرار سياسة الإرباك المتعمد التي تنتهجها قيادات بارزة في الحكومة محسوبة على التيار القطري مازالت تعمل على فتح جبهات جديدة داخل معسكر الشرعية، لتمنح المزيد من المكاسب العسكرية والسياسية للحوثيين.
وكشفت مصادر سياسية في وقت سابق لـ“العرب” عن حالة استياء في دول التحالف من طريقة تعاطي الحكومة الشرعية مع اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد مضي ستة أشهر من التوقيع عليه، في ظل مؤشرات متزايدة على دفع تيار قطر داخل الشرعية نحو تفجير الوضع العسكري ما يفسّر الحملة الإعلامية من قبل ناشطي الإخوان في اليمن للتشويش على عملية وقف إطلاق النار والتحريض على خرقها.