تقارير وتحليلات
الحماية الرئاسية تحتشد مع وصول التعزيزات من محافظتي شبوة ومأرب
اليمن.. عدن تستعد لمواجهة مغامرة الاجتياح الإخواني
أكدت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” أن التوتر بين قوات تابعة للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بلغ مستوى خطيرا، بعد فشل جهود التحالف العربي ولجنة التهدئة لكبح جماح التصعيد العسكري في منطقة “شقرة” شرق محافظة عدن، وأن العاصمة المؤقتة تستعد لمواجهة الاجتياح الرابع.
ولفتت المصادر إلى أن قوات حكومية تابعة لما يسمى “الحماية الرئاسية” وعناصر قبلية مازالت تحتشد بشكل لافت مع وصول المزيد من التعزيزات من محافظتي شبوة ومأرب، لتنفيذ عملية عسكرية باتجاه أبين وعدن أطلق عليها ناشطون وإعلاميون من حزب الإصلاح “الفجر الجديد”.
وقالت مصادر في المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح لـ”العرب” إن القوات التابعة للمجلس مستعدة لأسوأ الاحتمالات في حال نجح التيار الموالي لقطر في الحكومة اليمنية والجيش في تفجير الوضع عسكريا، وتجاوز منطقة “شقرة” نحو مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين.
وأشار المصدر إلى أن قيادة المجلس مازالت تراقب التطورات عن كثب، وتأمل في نجاح جهود التحالف العربي لإقناع القوات التابعة للشرعية بالعودة إلى مواقعها السابقة والشروع في تنفيذ بنود اتفاق الرياض من دون محاولات للالتفاف على جوهر الاتفاق وتوظيفها لخدمة أجندة جماعة الإخوان المسلمين التي أكد المصدر أنها تقف خلف التصعيد الحاصل بدعم مالي وإعلامي من قطر وتركيا.
وحذر المصدر من أن اندلاع المواجهات سيكون بمثابة إعلان لطيّ صفحة اتفاق الرياض إلى الأبد، وأن هذا الاتفاق لن يكون مقبولا في حال هاجمت قوات الإخوان محافظتي أبين وعدن.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن حالة استنفار شهدتها محافظات عدن ولحج وأبين من قبل القوات التابعة للمجلس الانتقالي التي انتشرت في شوارع المدن تحسبا لأيّ دور قد تقوم بها “خلايا نائمة” تابعة للإخوان كما حدث في مواجهات أغسطس 2019.
ووصفت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي في رسالة وجهتها لسفراء الدول الخمس والمبعوث الأممي وأعضاء مجلس الأمن الدولي، الجمعة، “التحركات الأخيرة التي تقوم بها الحكومة اليمنية بالتنسيق مع قوى داعمة للإرهاب في المنطقة بأنها “تمثّل تهديدا علنيا للهدنة وجهود السلام والاستقرار التي تقودها الأمم المتحدة في المنطقة”.
وقال الانتقالي في بيان إعلامي إن الرسالة أكدت أن “اندلاع الحرب قد بات وشيكا” وأن التطورات تشير إلى الابتعاد “بشكل حقيقي عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي مستدام بسبب هذه التحركات والخروقات التي تقوم بها الحكومة”.
وتزامنت حالة التعبئة التي يقوم بها الطرفان على مشارف عدن الشرقية مع قيام قوات تابعة للإخوان في شبوة بمحاولة استفزاز معسكرات للتحالف العربي في منطقتي العلم وبلحاف ونهب لمخازن متعهّد محلي يتولى مهمة تزويد معسكرات التحالف بالإمدادات الغذائية، وفقا لمصادر في المحافظة حذرت من سيناريو لاستهداف التحالف العربي في شبوة.
وكان ناشطون وإعلاميون من تيار الإخوان الموالي لقطر في الشرعية اليمنية قد بثوا خلال الساعات الماضية أخبارا مضللة حول مواجهات تدور بين القوات السعودية والإماراتية في شبوة، وهو ما اعتبره مراقبون للشأن اليمني محاولة مبكرة للتغطية على أيّ عملية عسكرية قد تستهدف قوات التحالف في المحافظة التي يسيطر عليها الإخوان ويتواجد فيها عناصر القاعدة بكثافة في الآونة الأخيرة.
وكشفت “العرب” في سلسلة تقارير سابقة عن تصاعد النشاط التركي في محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، حيث يتواجد ضباط استخبارات أتراك تحت غطاء المنظمات الإنسانية لتقديم الاستشارات العسكرية والأمنية لجماعة الإخوان التي تسعى لإحكام سيطرتها على المحافظة وتحويل منافذها البحرية إلى بوابة للتدخل التركي في اليمن.
وفي تطوّر جديد على صعيد الأجندة التركية في اليمن، ألمح الكاتب التركي القريب من دوائر صنع القرار في أنقرة، إسماعيل ياشا في مقال نشرته صحيفة “ديريليش بوستاسي” التركية بعنوان “اليمن ينتظرنا”، إلى أن التدخل التركي في اليمن بات وشيكا، وأن على بلاده ألاّ تتأخر كثيرا في تلبية النداءات التي وصلتها من هناك، حسب تعبيره.
وجاءت تصريحات ياشا بعد أيام من كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري عن اعتزام أنقرة تجنيد “مقاتلين سوريين وإرسالهم للقتال في اليمن لمساندة حزب الإصلاح الإخواني” مقابل خمسة آلاف دولار كمرتّبات شهرية.
وتتركز خارطة النشاط القطري – التركي في اليمن، وفقا لمصادر مطلعة، في محافظة شبوة المطلة على بحر العرب ومحافظة تعز التي تشرف على باب المندب والبحر الأحمر، إضافة إلى جزيرة سقطرى القريبة من القواعد العسكرية التركية في الصومال.
وتشير المصادر إلى أن موعد التدخل التركي في اليمن ستحدده قدرة العملاء المحليين في إحكام السيطرة على هذه المحافظات الاستراتيجية وتحويلها إلى مناطق معادية للتحالف العربي من خلال التيار المتنفذ الذي تموّله الدوحة.
وأكدت مصادر “العرب” في وقت سابق أن قطر باتت لاعبا أساسيا في التطورات التي تشهدها العديد من مناطق اليمن، من خلال دعم الإخوان ماليا واعلاميا وتمويل معسكرات في محافظة تعز بقيادة الإخواني حمود سعيد المخلافي والتي من المفترض أن تلعب دورا بارزا في جولات الصراع القادمة واستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ولحج وقوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح في الساحل الغربي لليمن.
واعتبرت المصادر أن توقيت التصعيد على مشارف عدن، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون استهدافهم للمناطق المحررة في شمال اليمن، تأكيد على حالة الارتباك في أجندة الشرعية السياسية ورغبة أطراف في الحكومة اليمنية تعمل لصالح مشروع الدوحة – أنقرة في اليمن استثمار حالة الفوضى في تحقيق أهداف سياسية لا تخدم أولويات الشرعية والتحالف العربي.