شؤون العرب والخليج
ترجمات..
مشاورات في أبوظبي حول الأزمة السودانية… ولجان المقاومة تواصل التصعيد
"أرشيفية"
في وقت أعلنت لجان المقاومة أمس الجمعة، التصعيد وإغلاق العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجاً على مقتل وإصابة متظاهرين برصاص الأجهزة الأمنية مساء الخميس، يواصل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، زيارته الخارجية الأولى، منذ الانقلاب العسكري، إلى الإمارات، وتضمن جدول أعماله أمس، حسب إعلام مجلس السيادة، مباحثات ثنائية مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان.
والخميس، بدأ البرهان زيارة للإمارات برفقة وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم، ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم علي مفضل.
وحسب المستشار الإعلامي لقائد الجيش، الطاهر أبو هاجة، تضم أجندة زيارة البرهان للإمارات ملفات اقتصادية وسياسية، سيعمل الجانبان على بلورة رؤية مشتركة حولها، فضلاً عن بحث المستجدات الإقليمية والدولية، واصفاً الإمارات بالشريك الاستراتيجي الداعم للانتقال الديمقراطي في السودان، حسب تعميم صحافي.
وهو يزور الإمارات، حسب مصادر تحدثت لـ«القدس العربي»، بحثاً عن دعم اقتصادي يساعد قادة الانقلاب على تثبيت أقدامهم في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة واستمرار التصعيد الشعبي الرافض للانقلاب.
وأكدت تقارير محلية أن البرهان التقى رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، أمس، ضمن ترتيبات لمبادرة إماراتية للوصول لتسوية فيما يلي الأزمة السودانية الراهنة.
وينتظر، وفق التقارير، أن تعيد المبادرة الإماراتية حمدوك إلى المشهد -حال نجاحها- رئيساً للمجلس السيادي، بينما يذهب البرهان لرئاسة مجلس للأمن والدفاع مع تكوين حكومة تكنوقراط ومجلس تشريعي تشارك فيه القوى السياسية وفق ضمانات تشمل إطلاق سراح المعتقلين من لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير، وتشكيل محكمة خاصة بقضايا قتل المتظاهرين.
وقال مسؤول طلب حجب اسمه، حسب «دارفور 24»، إنه تلقى اتصالاً صباح الجمعة من شخصية مقربة من حمدوك، أبلغته بعودة الأخير في غضون الأيام المقبلة إلى منصبه كرئيس للوزراء، بموجب اتفاق أبرم بينه وبين البرهان في الإمارات.
وفي نوفمبر/تشرين الأول الماضي، وبعد أربعة أسابيع قضاها في الإقامة الجبرية، بعد انقلاب العسكريين على الحكومة الانتقالية السودانية، وقع حمدوك اتفاقاً سياسياً، عاد بموجبه رئيساً لوزراء السودان.
إلا أن اتفاق البرهان-حمدوك لم يصمد لأكثر من 6 أسابيع، حيث قدم حمدوك استقالته مبرراً ذلك بفشله في جمع الأطراف السودانية وخلق توافق سياسي يعيد البلاد إلى مسار الانتقال الديمقراطي، بينما لا يزال مقعد رئيس الوزراء خالياً في ظل استمرار الأزمة السياسية والتصعيد الشعبي الرافض للانقلاب العسكري، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي تحاصر قادة الانقلاب.
وقبل شهر من زيارة البرهان للإمارات، توجه نائبه محمد حمدان دقلو، إلى أبوظبي، في زيارة قال إعلام المجلس السيادي إنها غير رسمية وبغرض التشافي، إلا أنه وشقيقه عبد الرحيم دقلو، التقيا ولي عهد أبوظبي وعدداً من المسؤولين هناك.
وحسب إعلام المجلس السيادي، أطلع حميدتي، بن زايد، في اجتماع ثنائي وقتها، على مجمل الأوضاع في السودان، وناقش الجانبان التنسيق المشترك بين البلدين في كافة المحافل، فضلاً عن هجمات الحوثيين على الإمارات.
وفي نوفمــــبر/تشرين الثاني الماضي، عقب اتهامات وجهت لها بدعم الانقلاب العسكري في السودان، دعت الإمارات ضمن بيان رباعي، ضم، إلى جانبها، السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، للاستعادة الكاملة والفورية للحكومة والمؤسسات الانتقالية في السودان بقيادة مدنية.
ويرجح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين مصعب محمد علي، الذي تحدث لـ«القدس العربي»، أن تكون زيارة البرهان للإمارات متعلقة بمبادرات وتحركات إقليمية لإنهاء الأزمة السياسية في السودان، مبيناً أن طبيعة الوفد المرافق له تشـــير إلى أن الزيارة ذات طابع أمني وسياسي والاقتصادي.
وأضاف علي: «تأتي زيارة البرهان إلى الإمارات عقب زيارة حميدتي لها الشهر الماضي، الذي يعتبر مؤشراً واضحاً لوجود مشاورات أو حوار من أجل طرح تســــوية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد».
ويرى أن فرص نجاح التسوية الإماراتية مرتبطة بمدى قدرتها على جمع الأطراف السودانية، وبتوفير ضمانات ودعم إقليمي للتسوية. ويرى المحلل السياسي حاج حمد، أن تحركات الإمارات مرتبطة بمصالح إسرائيل في المنطقة، مشيراً إلى أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومناصريه يمثلون المصالح الإسرائيلية.
وقال لـ«القدس العربي»: «الإمارات هي الحاضنة للتوجهات الإسرائيلية في المنطقة، والبرهان والعناصر المناصرة له يمثلون المصالح الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الخطوة الإماراتية المرتقبة تأتي بعد فشل نصائح وفود الموساد للعسكريين باستخدام العنف المفرط في مواجهة المتظاهرين؛ أي الأسلوب الذي يعتمده مع المقاومة الفلسطينية، ليخمد جذوتها ويندفع في سياسة قضم الأراضي.
وأضاف: «بــــعد اتساع وتنوع أساليب المقاومة للانقلاب، «استدعت» أبــــو ظبي البرهان لمشاورات واسعة يرجح أنها ستناقش تقديم تنازلات لحركة الشارع لجهة تضرر مصالح الإمارات الخاصة بعد تصاعد الرفض الشعبي للانقلاب».
وتابع: «في المقابل، الــــبرهان لن يوافق على تسوية تبعده عن السلطة دون ضمانات خروج آمن، وكذلك قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو»، مشيراً إلى أن الإمارات حال قدمت الضمانات اللازمة لهما قد تجد آذاناً مصغية، ولكن بأقل من ذلك لا يمكن.
ولفت حــــمد إلى أن أي مبادرة أخرى لتسوية في السودان ستواجه تحديات بخصوص بقاء البرهان وحــميدتي في المشهد، أو تقديم ضمانات كافية لـــخروجهما.