شؤون العرب والخليج
سطوة الميليشيات أكبر عائق للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا
الجهود الأوروبية لحل النزاع الليبي تتصاعد بعد فترة من الجمود
التصعيد يؤزم الوضع
أجرى مسؤولون ليبيون الخميس سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أوروبيين في إطار دعم خروج ليبيا من حالة الانسداد السياسي والدفع نحو إجراء انتخابات لحلّ الأزمة وذلك بعد فترة من جمود ردود الأفعال الغربية والأوروبية تجاه تصاعد العنف في طرابلس وإثر تعيين السينغالي عبدالله باتيلي مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا.
والتقى المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي وسلمه رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبحسب بيان للرئاسي الليبي أعرب سولير عن “تطلعه إلى مزيد من التعاون على الأصعدة كافة لتوطيد العلاقات بين البلدين”.
والتقى سولير بعد ذلك بالنائب في المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، وناقش الاجتماع جهود الوصول إلى إجراء انتخابات وفق قاعدة دستورية ترضى بنتائجها كافة الأطراف.
وعبّر الكوني عن أمله “في أن تلعب فرنسا دورًا بارزًا في حلّ الأزمة الليبية بترؤسها للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل”، بحسب بيان للكوني.
ونقل البيان عن سولير قوله إن بلاده “تدعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وموقفها يذهب باتجاه دعم الجهود الليبية دون تدخل خارجي لبلورة الحل الأمثل لإشكاليات المرحلة”. وحضرت اللقاء سفيرة فرنسا لدى ليبيا بياتريس لوفرابير دو هيلين، بحسب البيان.
وفي لقاء آخر استقبل الكوني السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشينو غريمالدي، وناقشا اجتماع برلين بخصوص ليبيا (الخميس والجمعة) للبحث عن مخارج ممكنة تسمح بإنهاء حالة الانسداد القائم في ليبيا.
وأوضح بيان للمجلس الرئاسي الليبي أن الكوني شدد على “التزام المجلس باستحقاقات المرحلة، وتلبية تطلعات الشعب الليبي بإجراء الانتخابات وفق إطار توافقيّ بين جميع الأطراف”.
ولاحقاً التقى سولير رئيس مجلس إدارة مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح، حيث قالت المفوضية في بيان إن اللقاء يأتي في “إطار حرص المجتمع الدولي في هذه المرحلة على دعم المساعي الرامية إلى تحقيق التوافق بين جميع الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية”.
وبحسب البيان “بحث اللقاء المستجدات السياسية للعملية الانتخابية المقررة في ضوء التطورات المحلية والدولية”.
ونقل البيان عن سولير تأكيده دعم بلاده “لجهود استكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة”.
واجتمع السايح أيضًا مع ممثلين عن كلّ من فريق الأمم المتحدة لدعم الانتخابات في ليبيا ومندوب عن المنظمة الدولية للنظم الانتخابية في ليبيا لـ”مناقشة تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المقبلة”.
وبحسب بيان آخر للمفوضية، بحث الاجتماع الذي عقد عبر تطبيق زوم “الإجراءات الفنية والتقنية وسبل تطوير الأنظمة الإلكترونية والتقنيات الخاصة بالعملية الانتخابية، وتحسين أدائها لضمان تحقيق مستويات عالية من النزاهة والمصداقية في الانتخابات”.
ويرى مراقبون أن عودة اهتمام القوى الغربية خاصة الأوروبية بالملف الليبي تأتي لمنع تدهور الوضع الأمني في البلد وانعكاساته على المنطقة خاصة مع مساعي روسيا للتدخل أكثر في الشأن الليبي بتصعيد دعمها لبعض القوى الحليفة على رأسها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وكانت القوى الغربية والأوروبية وقفت كمتفرج مع تصاعد الاشتباكات والمواجهات بين قوات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقوات رئيس الحكومة المدعوم من البرلمان فتحي باشاغا والتي أوقعت العشرات من القتلى والجرحى، حيث اعتبر ذلك الموقف السلبي ضوءا أخضر لخلط الأوراق وقلب المعادلة وربما العمل على إنهاء سيطرة الدبيبة على طرابلس.
ويعتقد أنه مع فشل قوات فتحي باشاغا في دخول العاصمة الليبية والدعم الذي تلقاه حكومة الدبيبة من دول مثل تركيا، بدأت القوى الغربية والأوروبية تصعد جهودها وضغوطها للعودة الى المسار السياسي بعيدا عن أزيز الرصاص وصوت المدافع خاصة وأن المبعوث الأممي عبدالله باتيلي سيعطي نفسا جديدا للجهود الأممية لوقف النزاع مع الترحيب الليبي والدولي بتعيينه.
ولحل الأزمة تكافح ليبيا للوصول إلى انتخابات وفق مبادرة أممية تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق حول قاعدة دستورية تقود البلاد إلى إجراء تلك الانتخابات.
ويرى مراقبون أن التدخل الأجنبي ونفوذ وسطوة الميليشيات سيكونان أكبر عائق أمام التوصل إلى حل سياسي في ليبيا.