هل تؤدي انتفاضة المودعين لانفلات أمني وفوضى في لبنان؟

في ظل تهديدات حزب الله بإقحام لبنان في حرب جديدة مدمرة مع إسرائيل إثر خلافات على ثروات المتوسط، وبينما طفت على سطح المشهد السياسي انتفاضة المودعين في البنوك اللبنانية للحصول على أموالهم، حذّر مصدر نيابي لبناني في تكتل نواب "التغيير" من انفلات أمني يؤدي إلى فوضى قد تكون القوى الأمنية  اللبنانية غير قادرة على ضبطها.
بالمقابل، ندّد نديم شرفان، مؤسّس فرقة "ميّاس" ومُصمّم رقصاتها، مُستغلاً شعبية الفوز في نهائي برنامج "أميركا غات تالنت" قبل أيام، بالطبقة السياسيّة اللبنانيّة، داعيًا منذ لحظة وصوله إلى بيروت الجمعة إلى قيام "ثورة" في لبنان.
وشكّل انتصار الفرقة لحظة نادرة من الوحدة في لبنان الذي يُعاني أسوأ أزماته منذ تأسيسه. وقال شرفان في مطار بيروت "نحنا لسنا في حاجة إليكم (السياسيين). نحن فرقة ميّاس استطعنا رفع اسم لبنان من دونكم"، معبّرًا عن استياء اللبنانيّين جرّاء الوضع السياسي في بلادهم.
من جهته، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، السبت، عدم السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة.
وقال نصر الله، في كلمة خلال إحياء أربعينيّة الحسين في بعلبك، "نحن أمام فرصة تاريخية والغاز هو فرصتنا الوحيدة للخروج من الأزمة وفي هذا السياق المسؤولون الصهاينة قالوا إن الاستخراج سيكون في أيلول/سبتمبر ثم قالوا إنهم أجّلوا الموضوع والمهم لنا أن لا يحصل الاستخراج من حقل "كاريش" المتنازع عليه قبل أن يأخذ لبنان حقوقه".
وأضاف:"عيننا وصواريخنا على كاريش، والإسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جدية موقف المقاومة وهذه ليست حرباً نفسية".
وقال المصدر النيابي اللبناني المذكور، في تصريحات صحفية نُشرت اليوم الأحد ، إن "البنك الدولي طلب من عدد من الخبراء قبل فترة دراسة عن السيناريو الأسوأ الذي قد يشهده لبنان في حال تواصل الانهيار، وقد تم وضع  ثلاثة  سيناريوهات؛ الأول تجاوزناه منذ عامين، والثاني بلغناه منذ نحو 6 أشهر".
وأضاف أن "السيناريو الثالث، وهو أسوأ السيناريوهات التي نخشاها ، فيقول بفلتان أمني كبير قد ينطلق من مدينة طرابلس ويمتد إلى المخيمات الفلسطينية على أن يطال كل المناطق، فتعجز القوى الأمنية عن ضبطه وإلقاء القبض على المطلوبين، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية السيئة جداً التي يرزح تحتها العناصر الأمنيون".
ويشير المصدر إلى أن نواب "التغيير" في جولتهم على القوى السياسية ضمن إطار شرح مبادرتهم الرئاسية "نبهوا القيادات السياسية من هذا السيناريو بحيث نكون بصدد أمن ذاتي وزعماء أحياء".
ويضيف: "السبيل الوحيد لمنع الوصول إلى هذه المرحلة من الانهيار المسارعة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإقرار خطة التعافي وتوقيع اتفاق مع صندوق النقد وبخلاف ذلك نكون نتجه إلى الفوضى".
وفي مؤشّر إلى تزايد السخط الشعبي جرّاء الوضع في البلاد، اقتحم مودعون لبنانيّون الجمعة خمسة مصارف على الأقلّ في مواقع مختلفة، في محاولات لاسترداد جزء من ودائعهم، ضمن حلقة جديدة من الحوادث المماثلة.
واعتبر مؤسّس "ميّاس" أنّ المواطنين "يجب أن يُحطّموا البنوك كلّها وأن يقلبوا البلاد رأسًا على عقب وأن يقلبوا الطاولات على رؤوس جميع السياسيّين".
وتابع شرفان متوجّهًا إلى الطبقة السياسيّة "واجبكم إطعام الناس الجائعة وتأمين الكهرباء".
وفي وقت سابق، قررت جمعية مصارف لبنان، إقفال المصارف لثلاثة أيام 19 - 20 - 21 أيلول/ سبتمبر الحالي استنكارا وشجبا لما حصل وبغية اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس إدارة الجمعية إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع المقبل للنظر في شأن الخطوات التالية.
وأصدر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات  في لبنان مساء الحمعة استنابة قضائية لكل الأجهزه الأمنية بملاحقة الأعمال الإجرامية المرتكبة داخل فروع عدة مصارف في البلاد.
وقضت الاستنابة القضائية بالعمل "على توقيف المرتكبين وإحالتهم لديه، والعمل على كشف مدى ارتباطهم  ببعض وتوقيف المحرضين، باعتبار هذه الأفعال تشكل بتفاصيلها عمليات سطو مسلح  على المصارف وغايتها توقف العمل المصرفي في لبنان وإحداث مزيد من أزمات مالية واقتصادية".