شؤون العرب والخليج
ترجمات..
انتحار زهران في تركيا.. وقائع محتملة لجريمة إخوانية مؤكدة
"أرشيفية"
بين فرضية اختلال التوازن أو الانتحار يعيش "مجتمع" نشطاء الإخوان على مواقع التواصل على وقع صدمة وفاة أحد شباب التنظيم في تركيا.
ربما لا تبدو فرضية اختلال التوازن بالنسبة للمراقبين مستبعدة، لكنها بالنسبة لهم تسبق حتى فرار الشاب عبد الرحمن هيثم زهران من مصر إلى تركيا، وبالنسبة لهم ترتبط من حيث الأساس بارتباطه بالتنظيم الإرهابي.
وخلال الساعات الماضية تداول نشطاء الإخوان على مواقع التواصل أنباء وفاة زهران في منطقة "شيرين إيفلر" بمدينة إسطنبول، إثر سقوطه من الطابق السابع.
ويتماس الجدل بشأن الحادث مع أزمات الجماعة المنقسمة وتداعيات هذه التصدعات على آلاف الشباب الذين فروا من مصر إلى تركيا ليواجهوا صدمة التخلي عنهم من قبل قياداتهم المتصارعين على مصادر الثورة والنفوذ داخل الجماعة.
موقف الإخوان من تفجير إسطنبول.. انبطاح يكشف العورات
ويقول نشطاء إن ضائقة مالية كانت وراء إقدام الشاب الإخوان على الانتحار بعد أن تخلى عنه قيادات الجماعة.
وأشارت تلك الحسابات إلى أن الشاب زهران كان يدرس في تركيا علوم الحاسب الآلي بعد هروبه من مصر إلى تركيا، وذكر مقربون منه يقيمون معه بالسكن أنه كان يمر بضائقة مالية طاحنة، بعد تخلي قيادات الإخوان عنه.
وفي تعقيبه، قال الخبير البارز في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه منذ سنوات هناك اضطراب شديد وتوتر في العلاقة بين شباب الإخوان وقادة الجماعة في ضوء حزمة من التحولات والوقائع التي عدت خيانة وتخليا من القيادات عن القواعد والشباب.
وأوضح النجار أن العديد من الشباب وجدوا أنفسهم في مهب العواصف الأمنية والاقتصادية، دون أن يجدوا أي مساعدة بل إنهم فوجئوا أيضا بمن يبلغ عن بعضهم الأجهزة الأمنية التركية بهدف ترحيلهم ما يعني كشف الغطاء الأمني عنهم.
وأشار إلى أن الكثير من الوقائع والتي كان مسرحها الرئيسي في السودان وتركيا، دلت على أن قيادات الإخوان وخاصة داخل مجموعة محمود حسين (الأمين العام السابق للجماعة) تنتقم من بعض الشباب ومن عناصر داخل تيار الكماليين من باب تصفية الحسابات، وبالفعل جرى الإيقاع ببعضهم في الفخ الأمني.
ومنذ شهور تعيش جماعة الإخوان على وقع أزمة عميقة مع تصدع الجماعة إلى 3 جبهات متصارعة جبهة محمود حسين التي تقود التنظيم من أنقرة، وجبهة إبراهيم منير، نائب المرشد السابق الذي توفي في لندن الشهر الجاري، وجبهة "الكماليون" المحسوبين على القيادي المتطرف محمد كمال الذي قتل خلال اشتباكات مع قوات الأمن المصرية قبل سنوات.
وأضاف النجار أن "هناك المئات من هؤلاء الشباب في العراء دون عمل ودون عائد مادي ومأوى، في الوقت الذي يعيش فيه قادة الإخوان وعائلاتهم وأبناؤهم في نعيم ورفاهية، ويمتلكون العقارات ويركبون أفخم السيارات.
وأدى هذا الوضع، والحديث للخبير السياسي المصري، إلى تطورات في مسارات مختلفة ومتباينة؛ فالبعض منهم ترك تماما الجماعة، وندم من الأساس على انضمامه لهذا التنظيم الذي اكتشف لاحقا انتهازيته وفساد قادته، بينما سار البعض في اتجاه التصعيد عبر تقوية مجموعة الكماليين التي ترفض الاعتراف بشرعية جبهتي منير وحسين، في حين اعتزل البعض المشهد وتوقف عن التعاطي مع الشأن السياسي، مع بقاء قناعته بالفكرة لحين تبدل الأوضاع وحدوث مستجدات تغير الأحوال والوجوه داخل الجماعة.
وكشف تقرير بالفيديو أعدته، مؤسسة "ماعت" لحقوق الإنسان، وبث مؤخرا، عن المعاناة التي يعيشها عناصر الإخوان الإرهابية في تركيا.
وركز الفيديو على الأوضاع السيئة التي يعيشها كوادر الإخوان في تركيا ما دفع بعضهم إلى الانتحار أو الهرب.
ويتعرض قيادات الإخوان لهجوم عنيف من عناصرها الشابة؛ بسبب الفضائح والاختلاسات المالية التي تورط فيها قيادات الجماعة.
وفي وقت سابق، كشف تسجيل مسرب لقيادي إخواني تورط قيادات الجماعة في اختلاسات مالية، لتعود أزمة التنظيم، لتثبت أن الخلاف المحتدم داخله كان من أجل التمويل وليس لأسباب عقائدية أو فكرية كما يدعون.
وفضح عضو مجلس شورى الإخوان الهارب بسام أمير فساد قيادات الإخوان الإرهابية في تركيا مؤخرا، في مقطع صوتي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لم ينكره، وفضح فيه حصول الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين إضافة إلى مسؤول الإخوان في أفريقيا محمد البحيري، من دون وجه حق، على مبانٍ وسيارات واختلاس أموال باهظة.
وجاءت أنباء انتحار شاب إخواني في تركيا، بالتزامن مع قرار جبهة إسطنبول، قبل يومين، تعيين محمود حسين قائماً بعمل مرشد الجماعة خلفاً لإبراهيم منير الذي توفي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مما قد يؤدي إلى نزاع جديد بينها وبين جبهة لندن التي تحاول لملمة شتات نفسها، بعد وفاة قائدها.