شؤون العرب والخليج
منوعات..
البحث في سبب بقاء كلاب تشرنوبل النووية حيّة قد يفيد الإنسان
"أرشيفية"
العيش وسط خراب أسوأ كارثة نووية في العالم قد لا يبدو خيار عاقلاً، ولكن تشير دراسة إلى أن كلاب التي عاشت الفترة الماضية في تشرنوبل التي شهدت الكارثة النووية قد تطورت وباتت اليوم تمتلك مفاتيح قد تساعد الإنسان للتغلب على بعض المصاعب الصحية.
بحسب تقرير نشرته صحيفة "تيليغراف" البريطانية، فقد وجد العلماء أن الكلاب الضالة التي تعيش في منطقة التي يمنع على أحد السكن فيها والتي شهدت على كارثة تشرنوبل في أوكرانيا قد طورت الحمض النووي الخاص بها، وبات حتى سلوكها يتميز عن باقي الكلاب في الدولة.
وعند وقوع الكارثة النووية في أبريل (نيسان) 1986، تم دفع عدد كبير من السكان لمغادرة المنطقة المحيطة بالمحطة النووية التي انفجرت آنذاك.
ولكن على الرغم من أن التلوث الإشعاعي دمّر الحياة البرية هناك، فإن بعض الحيوانات نجت واستمرت في التكاثر، بما في ذلك الكلاب الضالة، وربما تنحدر بعضها من الحيوانات الأليفة المنزلية.
وجد فريق البحث أن الكلاب الضالة قد تكونت وعاشت في مجموعات، مثل الكلاب البرية والذئاب، ولربما بدأت تعيش قريبة من بعضها البعض، وهو سلوك فريد من نوع لدى الحيوانات غير المستأنسة.
وتم رصد الكلاب من قبل "مبادرة بحث الكلاب في تشيرنوبيل" منذ 2017، وأظهرت دراسة جديدة لعينات الدم التي أخذها فرق المشروع أن الحيوانات كانت مختلفة جينياً عن الكلاب الأخرى.
والآن يخطط الفريق لدراسة الصفات الجينية الجديدة لمعرفة ما إذا كان أي من التحولات يساعد الكلاب في البقاء على قيد الحياة في منطقة الإشعاع.
ويفتح اكتشاف كيف تطورت الثدييات للعيش في بيئات إشعاعية قاسية أبواباً عدة حول كيفية منع انتشار مرض السرطان في الإنسان، أو حتى حماية رواد الفضاء في بيئة إشعاعية قاتلة في الفضاء.
وقالت عالمة الجينات من المعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري، التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، الدكتورة إيلين أوستراندر، : "لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هناك أي اختلافات جينية يمكن أن تسمح للكلاب بالبقاء في بيئة واحدة بدلاً من بيئة أخرى.
وتابعت بأن البحث عن التغييرات في الحمض النووي التي ساعدت على بقاء تلك الحيوانات دون غيرها هو الهدف الطويل الأجل للدراسة والذي تعمل عليه حالياً من أجل الوصول إلى طرق تمكن البشر من حماية أنفسهم بشكل أفضل عن التعرض للإشعاع العرضي والطبيعي.
ووقع حادث تشرنوبل في 26 أبريل (نيسان) 1986 بانفجار المفاعل رقم أربعة في محطة الطاقة النووية مما تسبب في ارتفاع نسبة الإشعاعات امتدت عبر أوروبا.
ولقي شخصان مصرعهما على الفور و 29 شخصاً آخرين في الأيام المقبلة بسبب متلازمة الإشعاع الحادة، في حين تقدر الأمم المتحدة أن 4000 شخص آخرين لقوا حتفهم بسبب التسرب النووي.
وقد أجهضت العديد من النساء أطفالهن خشية أن يتأثر أطفالهن بتلوث الإشعاعي.