شؤون العرب والخليج
دور محوري..
رشوة قطرية بـ 750 ألف يورو للتستر على تمويل ميليشيا حزب الله
أفاد متعاقد أمني عمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، لصحيفة جيروسالم بوست، الأربعاء، بأن السفير القطري لدى بلجيكا ساعد وكالة علاقات عامة ألمانية، في قضية تستر معقدة لإخفاء تمويل الدوحة لميليشيا حزب الله.
ونسبت الصحيفة إلى المتعاقد الذي عرفته الصحافة الألمانية بـ"جيسون. ج"، قوله في مقابلة خاصة أن "سفير الدوحة لدى بروكسل، عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، سعى إلى التفاوض على اتفاق على تمكينه من 750 ألف يورو، ليلزم الصمت عن دور قطر في تمويل لميليشيا حزب الله".
وأضاف جيسون، اسم مستعار لتجنب انتقام النظام القطري، "لم أعتزم أبداً الحصول على المال، كان الهدف دائماً التعرف على ممولي ميليشيا حزب الله في قطر، والقطريين الذين يمنحونهم الحماية".
وصرح المتعاقد للصحافة الألمانية هذا الأسبوع، بأنه أعد ملفاً عن دعم قطر المزعوم لميليشيا حزب الله، وتمكنت الصحيفة من مراجعة أقسام من ملف شامل من جيسون، تحدد تمويل قطر للحركة الشيعية اللبنانية، وأكدت المخابرات الألمانية صحة الملف.
دعم خفي
وأشار جيسون في تقريره إلى تمويل قطر لميليشيا حزب الله، واستخدام الدوحة لوكالة العلاقات العامة القوية في حزب العمال المسيحي لقبول دفعة نقدية كبيرة، للتغطية على بصمات الدوحة في المساعدات العسكرية والمادية للحزب.
وذكرت صحيفتان ألمانيتان هما "Die Zeit" و"Berliner Zeitung" في يوليو(تموز) الجاري، أن دبلوماسياً قطرياً بارزاً في بروكسل، كان على اتصال بالمدير التنفيذي لشركة WMP للعلاقات العامة مايكل إناكر، الذي عمل على ربط الصلة بين قطر وجيسون لإخفاء الدعم المالي للدولة الخليجية لميليشيا حزب الله.
وحسب تسجيل حصلت عليه الصحيفة لمحادثة بين جايسون وإناكر، وردت الإشارة إلى السفير القطري عدة مرات، وقال جيسون إنه التقى إناكر عبر وسيط، مشيراً إلى أنه كان على "رادار مجتمع المخابرات الغربية" بسبب عمل شركته في السابق لصالح قطر.
وأكدت الصحيفة أن السفير الخليفي كان حاضراً إلى جانب إناكر، في فعاليات أعمال عربية ألمانية، عندما كان سفيراً لبلاده في برلين، و يذكر أنه شغل منصبه في ألمانيا بين 2009 و2016.
وذكرت صحيفة دي تسايت الألمانية، أنه "في بداية 2019، عقد إناكر وجيسون والدبلوماسي القطري لقاء غداء لبحث تفاصيل صفقة بـ 750 ألف دولار لتأمين صمت جيسون".
وقبل أقل من أسبوع من توصل إناكر وجيسون إلى اتفاق لتبييض دور قطر في دعم ميليشيا حزب الله، حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحزب على أراضيها.
دور محوري
ورد مسؤول في سفارة قطر في برلين على الصحيفة قائلاً إن الدوحة تعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف، نافياً ما ذكرته تقارير الصحف الألمانية، وقال: "لدينا قوانين صارمة لمنع ومراقبة تمويل الإرهاب من قبل الأفراد، وأي شخص تتبين مشاركته في نشاط غير قانوني، يحاكم ويعاقب".
وفي 2014، سُلط الضوء على دور قطر في تمويل الإرهاب من قبل وزير التنمية الألماني غيرد مولر، الذي اتهم قطر بتمويل إرهابيي تنظيم داعش.
وقال: "هذا النوع من الصراع، وهذا النوع من الأزمات له تاريخ دائماً، عليك أن تسأل من الذي يسلح، ومن يمول داعش، الكلمة الرئيسية هي قطر، وكيف نتعامل مع هؤلاء الناس والدول سياسياً".