شؤون العرب والخليج
ترجمات..
داعش لبنان إلى الواجهة من جديد.. ماذا عن جاهزية الدولة؟
"أرشيفية"
قبل أن يسدل ليل الجمعة السبت الستارة عن أحداث النهار، برز خبر أمني في لبنان مفاده أن حزب الله أحبط مخططاً ارهابياً استهدف الضاحية الجنوبية.
في التفاصيل، وإثر توافر معلومات لدى حزب الله عن تجهيز ارهابي دخل خلسة إلى لبنان، ويدعى وسام مازن دلا سوري الجنسية، لعملية إنتحارية، عمد الحزب إلى مداهمة مكان إقامته في حيّ السلم، إلا أن الارهابي قام برمي نفسه من نافذه منزله وسقط قتيلاً، ليلقى القبض على شخصين كانا برفقته.
وبانتظار أي بيان رسمي من الأجهزة الأمنية اللبنانية حول الحدث الأمني المستجد، لا بد من التوقف أمام ما تشهده المنطقة، وتحديداً العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، من استعادة لنشاط خلايا داعش.
داعش لا يزال موجوداً
وفي الإطار، تواصلت "جسور" مع وزير الداخلية الأسبق مروان شربل الذي أشار بداية إلى أن داعش "لا يزال موجوداً في سوريا والعراق كما في دول عربية وأفريقية عدة" معتبراً أن درء خطره يتعلّق "بقوة الدولة التي يوجد فيها، بينما يؤدي ضعف أي دولة إلى سهولة اختراقها من قبله وإلى تسلل عناصره عبر معابر هشة على حدودها للقيام بجريمتهم من دون رادع".
وبالحديث عن لبنان، أوضح شربل أن خلايا داعش موجودة داخل الأراضي اللبنانية كاشفاً عن أنه كان خلف أحداث عين الحلوة الأخيرة "تسلل عناصره إلى لبنان عبر ممرات وأحياناً من خلال هويات مزورة" لافتاً إلى صعوبة إلقاء القبض عليهم رغم كونهم من المطلوبين للعدالة.
في المقابل أكد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية بالمرصاد وعلى جاهزية عالية لتطويق خطر الارهابيين مع إشارته إلى أن تحركاتهم محدودة على الأراضي اللبنانية.
ركائز قوة الدولة
قوة الدولة ترتكز على عناصر عدة، كما أوضح شربل، "أولها وأهمها أجهزتها الأمنية" معتبراً أن "ضبط العمليات الإرهابية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجهزة الأمنية اللبنانية وقدرتها على تعقبها، إضافة إلى توفر المعلومات لديها حولها".
العنصر الثاني المكمّل لعمل الأجهزة الأمنية، وفقاً للوزير السابق يعود إلى "تعاون المواطنين مع الدولة والأجهزة الأمنية" شارحاً "عند تسلل الارهابيين إلى أي قرية أو بلدة، ينبغي على أهلها الإبلاغ عنهم كونهم غرباء خصوصاً في المناطق الحدودية وتلك الموسومة داعشية رغم عدم صحة الاتهام".
العنصر الثالث المهم في عملية تطويق خطر داعش يتم، بحسب شربل، عبر "زرع مخبرين للأجهزة الأمنية في القرى والبلدات وخصوصاً تلك الحدودية مع سوريا".
وتحدث أيضاً عن أهمية التعاون بين جميع الأحزاب الموجودة على الساحة اللبنانية في هذه العملية المتكاملة. وحذر الدولة اللبنانية من أي تقصير تجاه أجهزتها الأمنية "عليها الاهتمام بالأجهزة الأمنية وتحسين وضع عناصرها الاجتماعي لأنها المدماك الأخير في حماية الدولة".
حزب الله معني
بدوره أكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر على وجود خلايا نائمة لداعش في لبنان، لكنه تحدث في المقابل "عن تفوق لدى مختلف أجهزة القوى الأمنية للحؤول دون تمدد هذه الخلايا، إن من خلال التنسيق الكلي فيما بينها أو عبر مراقبتها المستمرة للارهابيين في أماكن تواجدهم وتحديداً في شمال لبنان وفي البقاع وأيضاً بعض المخيمات الفلسطينية".
وتابع قائلا "منذ عام 2016 تتعاون مخابرات الجيش وفرع المعلومات وأمن الدولة فيما بينها عند توافر معلومة تتعلق بالارهابيين وتقوم الجهة المناسبة بتطويقهم في حال تسللهم خفية إلى مناطق خارج إطار تمركزهم للقيام بعملية انتحارية أو أي تفجير أمني على هدف محدد".
ولم يستغرب جابر إلقاء حزب الله القبض على الخلية الداعشية في الضاحية لوجود "تنسيق بين القوى الأمنية وحزب الله أيضاً" على حد قوله، معتبراً أن الأخير معني بالموضوع كونه مستهدفاً "ما دفعه لأن يكون ناشطاً لحماية مناطقه أي الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان".
وعزا تأخر القوى الأمنية اللبنانية في إصدار بيان حول حادثة الأمس إلى كون الأمر يتعلق بالحزب "تنتظر القوى الامنية تسلّم الارهابيين من حزب الله ومعرفة التفاصيل حول العملية قبل إصدار أي بيان يتعلق بها وقد تتريث لمدة يوم أو يومين".
وإذ استبعد احتمال امتناع الدولة عن إصدار أي بيان، لم ينفِ إمكانية عدم تعليقها على الأمر لسبب معين تملكه.