ويشير الخبراء إلى أن سقوط مقر سلاح المدرعات سيعني أن الجيش فقد أحد أهم عناصر قوته، وأنه لم يبق له إلا سلاح الطيران الذي بات يستهدف المدنيين الأبرياء ويهدم الأسواق أكثر من استهدافه لقوات الدعم السريع التي تتفوق عليه في حرب الشوارع. كما نجحت في كسب ثقة السودانيين في المدن الكبرى بما في ذلك داخل الخرطوم.
وانقلبت توازنات الحرب لصالح قوات الدعم السريع مع نجاحها في كسب ثقة أغلب القبائل والحركات المسلحة التابعة لها، في المقابل خسر الجيش ثقة القبائل بسبب تحالفاته مع أنصار النظام السابق وقياديّي الحركة الإسلامية الذين هربوا من السجون.
ويقع سلاح المدرعات بمنطقة “الشجرة” العسكرية جنوب الخرطوم في مقر مساحته 20 كيلومترا مربعا.
وإذا خسر الجيش القاعدة التابعة لسلاح المدرعات، فإن آخر معقل له في العاصمة الخرطوم سيكون مقر الجيش في وسط المدينة.
وهيمنت قوات الدعم السريع على الأرض منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل، في حين حافظ الجيش، الذي يمتلك طائرات حربية ومدفعية ثقيلة، على سيطرته على قواعده الرئيسية في العاصمة وفي الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد قبل أن يبدأ بخسارتها الواحدة تلو الأخرى.
وتدور اشتباكات عنيفة بين الجانبين للسيطرة على القواعد وطرق الإمداد غرب الخرطوم في منطقتي كردفان ودارفور.
وقُتل ما لا يقل عن 60 شخصا وفر 50 ألفا من منازلهم في الفترة من 11 إلى 17 أغسطس الجاري، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، مع احتدام القتال في الأحياء السكنية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء.