شؤون العرب والخليج

قوى السلاح السياسي اخترقت المشروع المدني: حوار مع عزيز الربيعي

أرشيفية

القاهرة

مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات، يزداد الحديث عن هذا الاستحقاق الذي من المحتمل أن يؤجل لاسباب منها ترتبط بعودة التيار الصدري للساحة السياسية، وبالتوازي مع هذا الحدث، تطفو الى السطح أحاديث سياسية وما يواكبها من حديث عن ملف حرية الرأي وسط مخاوف من ازدياد حالة التضييق على حرية إبداء الآراء السياسية وحتى الآراء الاقتصادية والتي دخلت ضمن (تابوهات) السلطة التي اعتبرت إطلاق الرأي الاقتصادي في ملف الدولار هو (بث اشاعات) يتسبب بتخريب الاقتصاد الوطني!

عن هذه الملفات تحدث لـ"جسور"، رئيس مؤسسة بغداد للدفاع عن ضحايا الرأي، الإعلامي عزيز الربيعي في لقاءٍ خاص

-جسور: ما سبب تراجع ملف حقوق الانسان في العراق رغم أن النظام في العراق يعتبر ديمقراطي وقارب عمر تجربته الديمقراطية ربع قرن؟

-عزيز الربيعي: "سؤال مهم، الإجابة عليه تتطلب فتح جميع الملفات المرتبطة بانتهاكات حقوق الانسان في العراق لمعرفة أسبابها وهي بالطبع ليست خارج فضاء الانتقام والتمييز الطائفي وقد يصل الأمر في مرات عديدة الى فرض منطق القوة لتحقيق أهداف سياسية وحتى دينية.

المتصدرون للحكم في العراق لايفهم الكثير منهم المبادئ العامة لحقوق الإنسان، وهم بذلك لايعتبرون سلوكياتهم انتهاكاً لهذه المبادئ."

-جسور: التضييق على حرية الرأي هل تعتقد ان لها سقف معين ؟ أم أنها ستأخذ مديات أكبر؟

-عزيز الربيعي: "هناك منهج لربما تتفق عليه جميع القوى المتصدية للسلطة في العراق يتلخص بضرورة التضييق على الحريات العامة وحرية التعبير عن الرأي على وجه الخصوص بهدف اسكات الاصوات المعارضة والزج بأصوات جديدة تتخادم مع مشروع السلطة من خلال الترغيب أو الترهيب."

-جسور: هل تتوجسون من قانون جرائم المعلوماتية المزمع تشريعه وما أثره على حرية الرأي في العراق؟ وهل تعتقد أنه سيكون ذريعة لقمع الرأي؟

-عزيز الربيعي: "نريد منه ان يكون ضابطاً للجرائم الالكترونية في العراق، ويريدون منه أن يكون سيفاً مسلطًا على رقاب الصحفيين والمدونين، وإذا ما أقر بصيغته الحالية فأنه يشكل أكبر ضربة للديمقراطية والبنود المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان."

مشاركة الأحزاب المنبثقة من تشرين في انتخابات مجالس المحافظات، خيانة لدماء تشرين

-جسور: ما رأيك بالخارطة السياسية للأحزاب الناشئة وتحالفاتها، وهل تستطيع مجاراة الأحزاب التقليدية ؟

-عزيز الربيعي: "اغلب الاحزاب الناشئة تمثل واجهة ملونة لعناوين سوداء، وبالتالي ستتمكن من مجاراة الأحزاب التقليدية لأنها تعمل بذات المنهج والادارة السطحية في التعاطي مع الملف السياسي."

-جسور: أيهما الأفضل بالنسبة للأحزاب الناشئة، اقامة انتخابات مجالس المحافظات أولاً أم دمجها مع مجلس النواب؟

-عزيز الربيعي: "حل مجالس المحافظات كان مطلباً شعبياً في 2019، فضلا عن كونه مطلب المؤسسة الدينية في مدينة النجف، والدعوة الى المشاركة في الانتخابات المحلية يمثل خيانة صارخة لدماء الشهداء الذي سقطوا على طريق الحرية .

التنافس على صناعة القرار ورسم ملامح المرحلة المقبلة من عراق ما بعد 2019 يجب أن يكون من خلال الانتخابات النيابية."

سيوف شُهرت ضد الكاظمي، لأنه تعامل مع الطبقة السياسية بالديمقراطية الحقيقية

-جسور: هل تعتقد ان المشروع المدني أو الليبرالي في العراق غير موجود ؟ ام انه يحتاج لمشروع قيادة صحيح يستطيع جمع شتات الاغلبية الصامتة من المدنيين ؟؟

-عزيز الربيعي: " حتماً انه موجود او دعني اقول ان هناك محاولات كبيرة لوضعه في مكانه الصحيح، ولكن هذا المشروع يحتاج الى بلورة حقيقية تأخذ به بعيداً عن ممارسات اختراقه من قبل قوى السلاح والمال السياسي بهدف اضعافه او جعله تابعاً لمشاريع اخرى تختلف معه في الرؤية والمضمون."

-جسور: إذًا هل تعتقد أن استهداف رموز الحكومة السابقة أو رئيس الحكومة السابقة هو من أجل منع نشوء حزب سياسي مدني أو ليبرالي امتلك الخبرة بسبب ممارسته السلطة وباستطاعته منافسة الأحزاب التقليدية في أي استحقاق انتخابي أو سياسي؟

-عزيز الربيعي: "حتى اليوم ليس هناك مؤشرات على تأسيس حزب سياسي يتبع لأحد من رموز الحكومة السابقة، الاستهداف يأتي في سياق تطبيق سياسة الانتقام من حكومة الكاظمي التي أعطت الحجم الحقيقي لجميع القوى المشتركة في العملية السياسية من خلال انتخابات نزيهة بشهادة المجتمع الدولي، لم تتمكن هذه القوى لأول مرة بعد عام 2003 من اتباع ممارسات التزوير التي تمكنها من بسط نفوذها في البرلمان العراق لذلك شهرت سيوفها بوجه "الديمقراطية" ومن حاول ان يعمل بها."

السوداني يعمل على تأسيس خط سياسي جديد بالتعاون مع طرف سني وآخر كردي

-جسور: بحسب الانقسامات الحادة في تحالف إدارة الدولة، هل ترى أن شهر العسل قد انتهى بين السوداني وبعض أطراف هذا التحالف أو حتى بين السوداني وبين اطراف اخرى في الإطار ؟ وهل تصنف السوداني مديرا لدى الإطار كما قال ذلك أحد قادة الإطار أم أنه شريك في الإطار ؟

-عزيز الربيعي: "يحاول السوداني أن يؤسس لخط سياسي داخل الإطار التنسيقي أو خارجه، ويأتي ذلك من خلال تقاربه مع قطب سياسي سني وآخر كردي يحاول من خلالهما أن يفرض معادلة جديدة في التعاطي مع من جاء به الى السلطة أو حتى مع من يعتبره مديراً عاماً داخل الاطار التنسيقي.

وبالتالي لا أجد أن هناك شهر عسل من الأساس، بل هي صداقة سياسية فرضها الانسحاب الصدري ولم تتطور بعد حتى تصل حد التزاوج بين القوى المنضوية داخل تحالف إدارة الدولة أو حتى الإطار التنسيقي."

جسور: ما تحليلك لتراجع رئيس الوزراء عن الكثير من وعوده ومنها وعده في المنهاج الوزاري والذي كان يتضمن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة خلال عام واحد، و ذهب بدلاً عن ذلك لكتابة قانون موازنة لحكومته لثلاث سنوات كاملة يرى الكثير من المراقبين أنه ضمانة لبقاءه ثلاث سنوات دون إجراء انتخابات مبكرة؟

عزيز الربيعي: "لا يمكن للسوداني أن يمضي بمشروعه الحكومي دون التحرر من قيود الأحزاب التي جاءت به إلى السلطة، ومن خلال متابعتي لتحركاته ارى انه يحاول ان يمضي بهذا الاتجاه ولا اعرف مدى إمكانية نجاحه بهذه المحاولات.

أما عن الموازنة الثلاثية التي كتبتها حكومته فجميع المؤشرات تؤكد على انها ستسبب تقاطعا كبيرا في المصالح الاقتصادية للبلاد خصوصا بعد عدم السيطرة على سعر صرف الدولار والتذبذب المستمر بأسعار النفط حول العالم."

-جسور: هل تتوقع أن تنجح محاولات تقريب وجهات النظر بين الصدر والمالكي، وما أثر ذلك على ما يقال إنه تحالف خفي بين السوداني والخزعلي، أعطى للخزعلي مساحة كبيرة في التحكم بالمشهد الحكومي والذي أدى إلى امتعاض المالكي؟

-عزيز الربيعي: "الغريب في العراق أن لا شيء غريب، وإذا ما أرادت أن تنجح الوساطة بين الصدر والمالكي فإنها ستأخذ مديات بعيدة، حتى اليوم أجدها صعبة ولكنها لا اعرف أن كانت مستحيلة أم لا!"

التحول الحتمي للنظام في إيران…


مؤتمر روما يطلق دعوة عالمية للتضامن مع المقاومة الإيرانية ويطالب بإسقاط الملالي


المعارضة الإيرانية بالخارج تحشد دوليا لإسقاط النظام


النائبة الإيطالية نايكي غروبيوني: نقف مع مريم رجوي من أجل إيران حرة وديمقراطية أخيرًا