شؤون العرب والخليج

صحف..

انقلاب الغابون تجاوز حسابات باريس.. انتكاسة على أرض وقفت عليها لزمن طويل

"أرشيفية"

لندن

يوماً بعد يوم، يتأكد للعالم أن الجيل الجديد من القادة الأفارقة لا يتردد في التعبير عن تذمره من سياسات فرنسا، التي لم تتغير، في رأيهم، منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى، ولا تزال تتعامل مع البلدان الأفريقية كمستعمرات تؤمن المواد الأولية واليد العاملة، مقابل الحماية والمساعدات الاقتصادية.
 
و‌مع ارتفاع وتيرة الانقلابات ضدها داخل دول غربي افريقيا وآخرها إنقلاب الغابون، تدخل سياسة فرنسا الخارجية، مرحلة جدية من الخطر يهدد امتدادها العسكري والثقافي والسياسي في القارة السمراء.
 
العداء ضد فرنسا تنامى في عدد من المستعمرات الفرنسية السابقة على خلفية إخفاقات الأخيرة في مهمتها مكافحة الحركات الأصولية ووقف تمرد الحركات الإسلامية المسلحة، ما أدى إلى إطالة أمد تواجدها العسكري لعقود وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة 78 من الانقلابات، التي حصلت في أفريقيا جنوب الصحراء، منذ التسعينات، حصلت في دول فرنكوفونية.
 
فرنسا مستهدفة
 
وفي قراءة لتطورات الغابون، فضّل الباحث في شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور خطار أبو دياب التروي قبل إصدار أحكام حاسمة حول التطورات الأخيرة في الغابون وأشار لـ"جسور" الى أن الوضع "لا يزال غامضاً" مشدداً على عامل الوقت لمعرفة إن كان الأمر "مجرد محاولة انقلاب أم انقلاباً فعلياً كما حصل سابقاً في النيجر".
وإذ أكد عودة نغمة الانقلابات في عدد من دول إفريقيا وعدم اقتصارها على المستعمرات الفرنسية السابقة حيث وصلت إلى غينيا والسودان، لم ينفِ أبو دياب تعرض فرنسا للاستهداف "نتيجة لانتقال تلك الدول من طي حقبة سياسية قديمة إلى فتح صفحة جديدة". ‌
 
لماذا أخفقت فرنسا؟
 
وأوضح أبو دياب أن فرنسا "إن في الساحل، أم في غرب افريقيا، أو في أماكن أخرى من القارة السمراء، أخفقت ولم تنجح في ملاءمة سياستها مع الوقائع الجديدة، إذ لا تزال تتصرف وكأنها قوة مستعمرة ما أدى إلى نقمة عليها من الجيل الجديد من الشباب".


وأضاف ابو دياب أن النقمة ضد فرنسا تفاقمت في الغابون أيضاً "بسبب عدم نجاح عملية مكافحة الإرهاب التي بدأتها منذ عام 2014 فيما تحول وجودها العسكري كما قواعدها العسكرية الثابتة إلى ما يشبه الاحتلال". ‌


وأسف لوجود "الكثير من الضجيج والقليل من الاستنتاجات الصحيحة والعمل الفعال لدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ملف السياسة الافريقية لفرنسا حتى هذه اللحظة"‌ متوقعاَ خروج فرنسا عسكريا من القارة الافريقية أما في حال استمر وجودها العسكري، فسيقتصر على التعاون أمني وتبادل الخبرات معتبراً أن وجودها الثقافي والسياسي والاقتصادي لن ينتهي بين ليلة وضحايا.

افريقيا لن تكون للأفارقة
 
في المقابل، استبعد أبو دياب أن تكون افريقيا للافارقة "نحن لسنا أمام هذا المنعطف حتى الآن على الرغم مما يتعرض له الوجود الفرنسي من نكسات وكسوف لدوره" لافتاً إلى أن الانقلابيين يحاولون إيجاد من يضمن وجودهم، من خلال مقايضة ثرواتهم الطبيعية بحماية من قبل فاغنر أو غيره".


‌وتحدث، في هذا السياق، عن وجود قوى اقليمية صاعدة تتشابك مصالحها في هذه المنطقة من العالم من ضمنها "روسيا، والصين والمملكة واسرائيل وايران" وتتنافس فيما بينها للاستثمار في ثروات القارة الافريقية ومواردها.


غير أنه خفف من وطأة نجاحها إن حلت مكان القوة الفرنسية "ليس بالضرورة أن تنجح  الدول الاقليمية حيث أخفق الجانب الفرنسي لأن الأوضاع الداخلية في البلدان الإفريقية معقدة وتعتريها صعوبات جمة". ‌
واستبعد أيضاً فكرة أن تحتل دول عظمى الدول الافريقية التي تشهد انقلابات مقدما مثالاً على ذلك "من المتوقع أن تبقى الولايات المتحدة في النيجر تحت عنوان محاربة الإرهاب ومنع التمثيل الروسي" مع إشارته إلى أنها لم تكن يوماً قوة مستعمرة في هذه المنطقة من العالم وكذلك الصين.

وتجدر الإشارة، إلى أن وتيرة الانقلابات في دول القارة الافريقية تراجعت نسبيا بعد انتهاء الحرب الباردة وأوائل التسعينيات من القرن الماضي نتيجة الوعود الغربية بالتحول الديمقراطي والازدهار الاقتصادي.

مؤتمر روما يطلق دعوة عالمية للتضامن مع المقاومة الإيرانية ويطالب بإسقاط الملالي


المعارضة الإيرانية بالخارج تحشد دوليا لإسقاط النظام


النائبة الإيطالية نايكي غروبيوني: نقف مع مريم رجوي من أجل إيران حرة وديمقراطية أخيرًا


موقع مجلس الشيوخ الفرنسي: القمع يتصاعد في إيران والنظام يصارع من أجل البقاء