شؤون العرب والخليج

وكالات..

جريمة البساتين: قتلت زوجها بالسم وأخفت جثته.. عنف استثنائي أم إنذار بخطر أكبر؟

"أرشيفية"

واشنطن

لا بد أن يهتز المجتمع اللبناني عندما تتحول المرأة من مستضعفة، تعاني من العنف الأسري وتطالب بحقوقها، إلى قاتلة محترفة استدرجت زوجها وأجهزت عليه بطريقة وحشية. وإذ اعتاد اللبنانيون على أخبار جرائم قتل ارتكبها رجال بحق زوجاتهم، فتحت "جريمة البساتين" الباب واسعاً أمام التحليلات المتضاربة، بين من أعاد أسبابها إلى تكوين مرتكبة الجريمة من الناحية النفسية ومن ربطها بالتفلت أمني الذي يزداد حدة مع انهيار الدولة.

وكانت الزوجة لينا ناصر الدين من منطقة البساتين في قضاء عاليه عمدت، بالتعاون مع شريكين لها، إلى قتل زوجها فادي العالية بعد دعوته إلى تناول طبق ملوخية في منزلهما الزوجي الذي هجره الأخير إثر خلافات عائلية، ثم قام الثلاثة بإذابة جثة المغدور بالأسيد وخلع أسنانه، الدليل الأخير الذي  يساعد التحقيق الجنائي في التعرّف على الجثث المجهولة.

يجدر التوقف بداية أمام حرفية القوى الأمنية التي تمكنت، بالرغم من كافة محاولات الزوجة إخفاء معالم جريمتها، من حلّ لغز اختفاء الزوج وكشف عناصر الجريمة بسرعة قياسية، ليطرح السؤال نفسه عن أسباب تعذر، القوى الأمنية ذاتها، في كشف عدد كبير من الجرائم السياسية، لا تزال ملفاتها قابعة في عتمة تحقيقات يستمر بعضها منذ عقود.

نواة إجرامية نادرة

أمام فظاعة جريمة الزوجة، تؤكد الاختصاصية النفسية ربى بشارة لـ "جسور" أن مرتكبها، امرأة  كانت أم رجلاً، لديه نواة إجرامية في التكوين" تعود أسبابها إلى اضطرابات نفسية تحت ما يسمى بالسايكوباثية" باعتبار أن الطريقة التي تمت بها الجريمة "لا تعكس حالة دفاع عن النفس أو أي حادثة جرمية أخرى".

في المقابل، أكدت بشارة أن الحالة بحد ذاتها "استثنائية" مشيرة أنها تدخل في خانة الجرائم النادرة، كما لفتت أن السايكوباثية "تتخطى فكرة الـ "anti-social" وأي اضطرابات أخرى.

كذلك نفت أن تكون الجريمة الوحشية الأخيرة مرتبطة بأي انفلات أمني في المجتمع معيدة التأكيد على أنها وقعت "على صعيد خاص وشخصي وايضاً مرضي".

سؤال آخر لا يقل أهمية حول مدى احتمال إرسال الجانية إشارات عن حالتها النفسية في وقت سابق، لتؤكد الاختصاصية النفسية، أنه وفي معظم الأحيان "لا تظهر العوارض على من يعاني من الاضطرابات السايكوباثية بل تأتي الأمور بطريقة مفاجئة".

وأضافت "يبدو جلياً أن الجريمة مفاجئة لأن الزوج لم يتداركها ولم يعلم بما تعاني منه زوجته من اضطرابات وإلا لكان أخذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه من أي خطر" كاشفة أن "احتمال عدم ظهور عوارض" أمر طبيعي.

العنف الأسري ازداد وحشية

ويشير الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ"جسور" أن جرائم العنف الأسري في لبنان لم ترتفع نسبتها خلال السنة الحالية لكنها ازدادت وحشية، فيما لم تسجّل حتى تاريخ جريمة البساتين سوى ضحايا من النساء قتلن على أيدي أزواجهن.

وعدّد شمس الدين الجرائم التي وقعت خلال السنة الحالية والموثقة من قبله، منذ فبراير/ شباط ، حين أقدم حسن عمر بيه 39 عاماً في داريا-الشوف على قتل زوجته وطفله 4 سنوات خنقاً ثم رمى بنفسه، ويتابع، في 23 مايو/أيار في بسابا-الشوف قتل علي العاكوم زوجته السابقة راجية العاكوم دهساً بالسيارة، وفي 8 يونيو/حزيران في عازور- جزين قتل ربيع فرنسيس زوجته وحماته ثم انتحر، وفي 30 يونيو/حزيران قتل خليل قاسم الحاموشي في العديسة زوجته ببندقية صيد، وفي شبطين في 26 يوليو/تموز قتل رجل زوجته خلال نومها، وأخيراً في زحلة في 28 يوليو/تموز رجل قتل صديقته ثم انتحر.

وبعيداً من الجريمة الأخيرة، ربط الباحث معظم الجرائم السابقة بالأزمة الاقتصادية الراهنة وبارتفاع تفشي آفة المخدرات في المجتمع اللبناني.

السعودية تحصد المرتبة الأولى عربيا في مشاركة المرأة


إيران على أعتاب ثورة رابعة: بركان غضب لا يخمد يؤكد حسين عابديني، معاون مكتب تمثيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إنجلترا


نداء من برلين: تغيير النظام الإيراني من الداخل لضمان الأمن العالمي


300حقوقي دولي يطالبون بمنع النظام الإيراني من تكرار مجزرة 1988