شؤون العرب والخليج

اجتماعات سعودية - إيرانية تحت وقع جدل التطبيع

لقاء لا يحجب الشكوك الإيرانية من الخطوات السعودية نحو إسرائيل

الرياض

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان السبت تكثيف اللقاءات التشاورية بين البلدين. وجاء ذلك خلال لقاء جمعهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

ويرى مراقبون أن الاجتماع يهدف إلى إظهار أن العلاقة بين البلدين ستستمر بشكل تصاعدي وأنها لن تتأثر بما يجري الحديث عنه من مسار تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وكذلك من تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء تحدث فيها عن رفض السلاح النووي الإيراني.  ويشير المراقبون إلى أن اللقاء بالرغم من كونه تشاوريا وجمع بين الوزيرين الموجودين في نيويورك إلا أنه لن يقدر على تغطية الشكوك الإيرانية من الخطوات السعودية نحو إسرائيل.

وقال ولي العهد السعوديّ في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في السعودية "نقترب كلّ يوم أكثر فأكثر" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف أنّ هذه “المفاوضات تجري بشكل جيّد حتى الآن، ونأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دورًا في الشرق الأوسط”.

من جانب آخر، حذّر وليّ العهد السعودي من أنّه في حال حازت طهران السلاح النووي فإنّ الرياض ستجد نفسها مضطرة إلى فعل الأمر نفسه. وقال "نحن قلقون من احتمال حصول دولة ما على سلاح نووي. هذا أمر سيء". وير المراقبون أن تصريحات الأمير محمد بن سلمان التي اتسمت كالعادة بالوضوح ستلقي بظلالها على العلاقات مع إيران عاجلا أم آجلا.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة سئل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن التقارب الحاصل بين المملكة والدولة العبرية فاستهلّ إجابته بالترحيب بالتقارب الذي حصل مؤخرا بين طهران والرياض، مؤكّدا أنّ علاقة إيران “مع السعودية تتطوّر”.

وردًّا على سؤال عن التقارب السعودي – الإسرائيلي الراهن قال الرئيس الإيراني “لم نسمع شيئًا من هذا القبيل”. وأضاف “رغم ذلك، فإنّ بدء علاقة بين النظام الصهيوني وأيّ دولة في المنطقة، إذا كان هدفه تحقيق الأمن للنظام الصهيوني، فهو حتمًا لن يحقّق ذلك”. ولا يعرف إن كان وزيرا خارجية البلدين قد ناقشا مسألة التطبيع أم لا.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء “استعراض العلاقات المشتركة وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها”.

وبحث الجانبان، وفق المصدر نفسه، “أوجه تكثيف اللقاءات التشاورية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، بما يحقق المزيد من الآفاق الإيجابية، ويخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين”. وحضر اللقاء مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عبدالعزيز الواصل وعبدالرحمن الداود مدير عام مكتب وزير الخارجية.

وفي 10 مارس الماضي، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية عقب مباحثات برعاية صينية في بكين. وفي إطار عودة العلاقات، تبادل البلدان سفراءهما حيث بدأ في 5 سبتمبر الجاري كل من السفير الإيراني لدى الرياض علي رضا عنايتي، والسفير السعودي لدى طهران عبد الله العنزي، مهامهما.

كما أجرى خلال الأشهر القليلة الماضية، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان زيارات متبادلة لتعزيز علاقات البلدين. وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران في 2016 إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق) احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”.

 

إيران تتحوّل إلى دولة مُصدّرة للمبرمجين… هجرة العقول التقنية تتصاعد


إيران تكشف عن صاروخ باليستي جديد: رسالة ضغط أم استعراض داخلي؟


إضراب سجناء سياسيين في 41 سجنًا بإيران عن الطعام و154 حالة إعدام خلال 47 يوما


ترامب: لا تفاوض على تقليص البرنامج النووي الإيراني… المطلوب تفكيكه بالكامل