تقارير وتحليلات

في تعز اليمنية..

قناص حوثي يصيب “طفلة الماء” برصاصة في رأسها

جريمة ضد الإنسانية

تعز

 أثارت عملية استهداف قناص من جماعة الحوثي في شرق مدينة تعز، جنوبي اليمن، لطفلة لم يتجاوز عمرها ثمانية أعوام، بطلقة في رأسها أثناء جلبها الماء لأسرتها، استياءً حقوقياً واسعاً في اليمن وخارجه، لما يمثله ذلك من إفراط في القتل حتى للأطفال الأبرياء.

وحظيت هذه الحادثة باهتمام واسع من قبل المنظمات الحقوقية والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والسياسيين، لما تمثله من انتهاك صارخ للحق في الحياة للمدنيين في مناطق الصراع المسلح، وفي مقدمتهم الأطفال، كما تعد واحدة من أسوأ أنواع الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها ميليشيا جماعة الحوثي في حق المدنيين بمدينة تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ صيف عام 2015 وحتى اليوم.

ودان المجلس التنسيقي لمنظمات المجتمع المدني في مدينة تعز استهداف ميليشيا الحوثي للطفلة رويدا صالح، في حي الروضة في مدينة تعز أثناء ذهابها لإحضار الماء لأسرتها، في هذه المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي ويقنصون كل من يحاول السير في الشارع العام فيها.
وقال المجلس في بيان له مساء أمس الأول، إن “جرائم الحوثيين تتضاعف كل يوم في حصد أرواح الأبرياء بتعز في ظل صمت مدقع ومخز من قبل ممثل الأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث، ومن قبل المنظمات الدولية التي تهتز عروشها لأي حدث عارض في مناطق الحوثيين، بينما تصاب بالجمود أمام كل جريمة ترتكبها جماعة الحوثي في تعز ضد الأبرياء المدنيين العزل بشكل عام وضد أطفال تعز بشكل خاص” في إشارة إلى محاباة مبعوث الأمم المتحدة للحوثيين والكيل بمكيالين لقضايا الانتهاكات الحقوقية.
وأضاف بيان المجلس التنسيقي: “نتابع بحسرة وألم مسلسل الجرائم البشعة التي تواصلها جماعة الحوثي ضد كل كائن حي يتحرك في تعز، والتي كان آخرها يومنا هذا الجريمة البشعة التي طالت طفلة الماء، الطفلة رويدا، من قبل قناص ميليشيا الحوثي بالمدينة”.
وأوضح أن “هذه الجريمة البشعة لو كانت في محافظة غير تعز وفي مدينة تخضع لمليشيا الحوثي لكان عرش الأمم المتحدة اهتز وارتعد، ولكانت دموع الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية سالت بغزارة أكثر من غزارة دم طفلة الماء بتعز الذي سكب نتيجة رصاصة قناص حوثي لا يفرق بين طفل بريء ومقاتل يقف خلف متراسه في الجبهات”.

منظمات المجتمع المدني في تعز: الأمم المتحدة تصاب بالجمود أمام جرائم الحوثيين

وكانت الطفلة رويدا صالح قد تعرضت يوم الإثنين، لرصاصة من قبل قناص حوثي أسفرت عن إصابتها بجروح بليغة في رأسها، عرضت حياتها للخطر المحدق، حيث أكدت المصادر الطبية أن وضع الطفلة رويدا حالياً في حالة صحية حرجة، وتخضع لرعاية طبية مشددة في العناية المركزة في أحد مستشفيات مدينة تعز.


إلى ذلك، دان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان هذه الحادثة التي وصفها بـ”الجريمة البشعة” التي ارتكبها أحد قناصي ميليشيا الحوثي في مدينة تعز والذي استهدف طفلة في الثامنة من عمرها.
وقال تحالف “رصد” في بيان له، تسلمت “القدس العربي” نسخة منه، إن “الطفلة رويدا صالح تم استهدافها من قناص حوثي يتمركز في معسكر الأمن المركزي ـ يسيطر عليه الحوثيون – شمالي شرق مدينة تعز، أثناء قيامها بجلب الماء بالقرب من منزلها وأصيبت بإصابة بليغة بمنطقة الرأس، وأن القناص لم يسمح لأحد بإسعفاها، ما اضطر شقيقها لسحبها تحت وابل من الرصاص”.
واستنكر تحالف “رصد” بشدة تعمد ميليشيا جماعة الحوثي الاستمرار في قنص المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء منهم بشكل مباشر، الذين يشكلون معظم ضحايا القنص والقصف الذي تمارسه ميليشيا الحوثي بشكل شبه يومي في مدينة تعز وقراها، وعدّ ذلك “جريمة ضد الإنسانية”.


وطالب تحالف “رصد” منظمة الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن بـ”فضح مثل هذه الممارسات والانتهاكات والتحقيق فيها وتجريم مرتكبيها وفك الحصار الجائر على مدينة تعز وإيقاف استهداف المدنيبن”.
إلى ذلك، دانت منظمة “سام” للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، هذه الحادثة بشدة، وقالت في بيان لها أصدرته الثلاثاء: “تدين منظمة سام للحقوق والحريات، قنص الطفلة رويدا صالح وهي ذاهبة لإحضار الماء لأسرتها، قرب مقر الأمن المركزي الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي”.
وأوضحت “سام” أن “قنص رويدا يشكل جريمة إعدام مقصودة لبراءة الطفولة في اليمن، وترسل رسائل تكشف حجم القسوة التي تواجهها الطفولة في اليمن في زمن الحرب. فحسب إحصائية لمنظمة اليونسيف، قتل وأصيب أكثر من 6700 طفل يمني منذ اندلاع الحرب وحتى شباط/فبراير 2019، المئات منهم سقطوا بسبب القنص خاصة في محافظات تعز والبيضاء والحديدة”.

وأضافت أنه بعد ست سنوات من بدء الحرب في اليمن ما زال المدنيون وخاصة الأطفال ضحايا لكافة أشكال الجرائم والانتهاكات المتعمدة كالقنص والألغام وقصف التجمعات السكانية، “وكانت ميليشيا الحوثي المسؤول الأبرز عن هذه الانتهاكات، وقدمت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ملفات رصد وتوثيق للآلاف من تلك الجرائم التي تستوجب التحرك العاجل من قبل الأمم المتحدة لوقف تلك الانتهاكات وحماية المدنيين واتخاذ خطوات عملية جادة نحو تطبيق مبدأ المساءلة والعقاب”.

انعكاس إي.بي.سي نيوز، فوكس نيوز ونيوزماكس لمظاهرة الإيرانيين الكبرى أمام البيت الأبيض


أمسية رمضانية في باريس: شخصيات بارزة تؤكد دعمها للمقاومة الإيرانية


مريم رجوي: لا إكراه في الدين ولا للدين القسري


المقاومة الإيرانية بعد باريس في واشنطن