أجندة المصالح..

خطة «الإخوان» للمائة يوم الأولى في حكم «بايدن»

"أرشيفية"

لندن

تتفاعل مؤسسات جماعة الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية، مع تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن كانتصار لإرادتها، وهو ما يعكس جهدها المبذول إبان الحملات الانتخابية لدى الجاليات المسلمة والأفريقية والمهاجرين لدعمه، استغلالا لسوء إدارة سابقه دونالد ترامب لهذه الملفات خلال فترة الحملة الرئاسية بالأخص.

أجندة المصالح.. خطة
ويبدو من تفاعل الجماعة مع حكم بايدن وتوقعاتهم لفترة ولايته والمنهج المفضل لهم في الإدارة السياسية أن هناك تشابهًا في الأجندة التي يعتمد عليها الإخوان في التعامل مع الرؤساء المفضلين بالنسبة لهم، إذ أطلقت أهم المنظمات التابعة لجماعة الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية وهي «مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية» «CAIR» خطة «100 يوم» حول الإجراءات المتوقع من جو بايدن تنفيذها، كأولوية بالنسبة للبرنامج الانتخابي الخاص به ووفقًا لرؤى الجماعة.

خطة الـ100 يوم والاستراتيجيات المتشابهة

يتشابه لجوء الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية لخطة المائة يوم مع ما فعلوه مع الرئيس الإخواني محمد مرسي، إبان وصوله لرئاسة مصر قبل ثورة 30 يونيو 2013 الشعبية، فهي ذات الأيام المحددة التي وضعوها لتقييم أداء بايدن في بعض الملفات.

ويدل ذلك على قدر من ضيق الأفق الاستراتيجي والسياسي في التعامل مع الأوضاع الدولية، فالمطلوب من بايدن إنجازه من وجهة نظرهم عدة ملفات مختلفة يلزم لبحثها مراجعات دقيقة وعرض على الجهات البرلمانية وصناع القرار في البلاد، لكنهم حصروها جميعًا في مائة يوم، وتشمل أغلبها ظاهريًا ملفات حقوقية للمسلمين حول هجرتهم وعدم العنصرية ضدهم وغيرها من الإشكاليات التي شهدت جدلا خلال فترة رئاسة دونالد ترامب أو اعتراها بعض التعديلات القانونية.

وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في ديسمبر 2020 إن الخطة الموضوعة عرضت على المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية «USCMO» والذي يضم في عضويته الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية «ICNA» والجمعية الإسلامية الأمريكية «MAS» وغيرهم من المنظمات التابعة لجماعة الإخوان في الولايات المتحدة، وقد حظت الخطة بتأييدهم جميعًا.

وشملت الخطة في بعض بنودها تنديدًا بحكم ترامب واتهمت إدارته السياسية بإرساء قواعد نمطية حول المسلمين والأقليات، بمعنى أن ترامب سعى لتصدير صورة ذهنية سيئة عن الأقليات، وبغض النظر عما اقترفه من أخطاء أو مزايا، فإن الجماعة استطاعت عبر أدواتها استغلال جميع الأحداث التي وقعت في البلاد من أجل المكاسب السياسية.

وأبرز هذه الأحداث كانت مقتل المواطن ذو البشرة السمراء جورج فلويد على يد عناصر الشرطة، ما أثار في البلاد احتجاجات عارمة رفعت شعار "ياة السود مهمة، وإبان ذلك روجت الجماعة لاضطهاد يمارس من قبل ترامب ضد الأقليات وغيرها من الملفات الشائكة التي وظفتها الجماعة.

أهم بنود الخطة وتحديات الجماعة

تشمل خطة الإخوان أو مبادرتهم للإصلاح من وجهة نظرهم 33 بندا، يأتي أبرزهم أو أكثرهم خطورة في المطالبات الداخلية، ضمانات بعدم التجسس على المجتمعات الإسلامية بالولايات المتحدة، وبالطبع يشمل ذلك الكيانات الممثلة لهم، ومن المعروف أن جميع الدول لديها أجهزة استخبارات لجمع المعلومات عن أغلب المنظمات والأعضاء بداخلها والمترددين عليها.

كما طالبت المبادرة برفض أي قوانين جديدة للإرهاب، في حين أن الدول الغربية تحتاج بالأساس لإصلاحات قانونية للتمكن من المواجهة الحقيقية، إلى جانب إلغاء تمويل برنامج المنح الخاص بمنع العنف والإرهاب التابع لوزارة الداخلية الأمريكية.

وفيما يخص السياسة الخارجية، ظهرت أكثر البنود إشكالية ودلالة على تشابه أجندة الجماعة في جميع البلدان التي ينتشرون بها، فضمن التوصيات، كانت المطالبة بالتضييق على المملكة العربية السعودية واتهامها بقضايا عكفت الجماعة على ترويجها، والأغرب أن الإخوان طالبوا بايدن بوضع قواعد صارمة في استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات القتل الخارجية، بيد أن هذه العمليات كانت في أغلبها لقتل الإرهابيين المدرجين دوليا.