بين الحوثي والحكومة الشرعية..
تقرير: كيف أصبحت إيران كلمة السر لحل الأزمة اليمنية؟

"أرشيفية"
عملت ميليشيا الحوثي الانقلابية خلال الفترة الماضية على تصعيد هجماتها الإرهابية في عدد من المحافظات اليمنية، رافضة الانصياع للقرارات الدولية الهادفة لوقف إطلاق النار، والامتثال لإقامة تسوية سياسية مع الحكومة اليمنية الشرعية
ويرجع هذا لرفض النظام الإيراني الداعم للانقلابين حتى الآن حل الأزمة اليمنية المشتعلة منذ أكثر من 7 سنوات، من أجل تنفيذ مخطط الملالي القائم على تصدير الثورة والاستيلاء على اليمن وجعلها محافظة إيرانية.
إيران والأزمة اليمنية
وهذا ما دفع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن «مارتن غريفيث» في 10 يونيو 2021، للتأكيد على أن مفتاح الأزمة اليمنية في يد إيران، مبينا في تغريده على حسابه بموقع تويتر، أن طهران تمتلك نفوذ قوي داخل اليمن، وأن العمل بدون مشاركتها في وضع التسوية السياسية لن يجدي نفعًا.
وجاء تأكيد المبعوث الأممي بعدما قام بزيارة استغرقت يومين إلى إيران، حيث التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» ومسؤولين آخرين، ولذلك دعا «غريفيث» خلال زياراته تلك المساهمة في وقف الصراع الدائر باليمن والعمل على تسوية سياسية شاملة تفاوضية بقيادة يمنية.
تحذيرات يمنية
وهذا ما تحذر منه الحكومة اليمنية الشرعية بشكل متواصل، إذ أكد الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» في 11 يونيو 2021، أن استمرار الميليشيا الحوثية في أعمال التصعيد العسكري وقصفها مؤخرا لحي سكني بمدينة مأرب والذي نجم عنه قتل وإصابة عدد من المدنيين، هدفه خدمة مشاريع إيران.
ولفت الرئيس اليمني أن إيران تدفع بجماعتها الانقلابية للاستمرار في تصعيدها وحصدها للأرواح البريئة وتجاهل جميع دعوات المجتمع الدولي في إيجاد أمل وفرص للسلام، لخدمة مشاريع النظام الإيراني التدميرية في المنطقة.
مقترح إيران
وتجدر الإشارة، أنه في ديسمبر 2020، أعلنت إيران عن مقترح لحل الأزمة اليمنية، هدفه التوصل لحل سياسي للأزمة من خلال منع العدوان وبدء الحوار اليمني – اليمني، وهذا ما أعلنه، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة «علي أصغر خاجي»، زاعما أن بلاده ومنذ بدء الأزمة اليمنية، اقترحت حلا سياسيا لوقف هذه الحرب.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده» في يناير 2021، عاد للتأكيد على أن مقترح بلاده المزعوم لحل الأزمة اليمنية لا زال مطروحا على الساحة السياسة، بل وأن طهران مستعدة للتعاون مع المملكة العربية السعودية إذ أرادت حل الأزمة في اليمن، بل وشددت طهران وقتها على أن الحرب ليست الرد الأصلح على مخاوف دول المنطقة من إيران.
ضربة لإيران
وهذا ما تطمح إليه إيران منذ نشرها لعناصر ميليشيا الحوثي داخل اليمن في 2016، ومساعدته في السيطرة على عدد من المحافظات اليمنية، وتصعيد جرائمه بحق المدنيين، لتأتي قوات التحالف العربي وتوجه ضربة لإيران وجماعتها الانقلابية، ما دفع بطهران لمحاولة ايجاد بديل، وهو أن تدفع بـ«حسن ايرلو» كي يكون سفير لها في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ويعمل على تقديم جميع سبل الدعم اللازم للانقلابيين.
وعندما بدأ الخناق يضيق على الحوثيين جراء الخسائر الفادحة التي تكبدوها على يد الجيش الوطني اليمني و قوات التحالف العربي في المعارك الأخيرة الدائرة بينهم بمأرب وعدد من المحافظات اليمنية، استدعت إيران المبعوث الأممي لتؤكد له أن التصعيد العسكري في اليمن لن يتوقف بدون تدخل إيران وهذا ما سترفضه الحكومة الشرعية التي تعي تماما مخطط النظام الإيراني.