استئصال الإرهاب..
تقرير: كيف تحارب السعودية إرهاب ذراع إيران في اليمن؟
واصلت المملكة العربية السعودية، جهودها في استئصال الإرهاب الذي تزرعه المليشيات الحوثية، المتمثل في زراعة الألغام، وهي واحدة من الخطر الكبير الذي يطارد كثيرًا من السكان.
واصلت المملكة العربية السعودية، جهودها في استئصال الإرهاب الذي تزرعه المليشيات الحوثية، المتمثل في زراعة الألغام، وهي واحدة من الخطر الكبير الذي يطارد كثيرًا من السكان.
وأعلن المشروع السعودي لنزع الألغام، قبل ساعات، تنفيذ عملية تفجير ألغام وعبوات ناسفة وقذائف غير منفجرة في منطقة الكدحة التابعة للمخا.
وقال في بيان، إن الفريق 30 مسام، جمع ألف و20 لغما مضادا للدبابات و500 قذيفة غير منفجرة و150 عبوة ناسفة منوعة، ودمرها في المخا.
وكان البرنامج السعودي لنزع الألغام "مسام" قد أعلن - هذا الأسبوع - استشهاد قائد الفريق 30 مسام، متأثرًا بإصابته في انفجار لغم أرضي.
وقال البرنامج، في بيان، إن الشهيد أصيب باللغم من أسبوعين، متوجها بالعزاء إلى أسرته وفريقه بالبرنامج.
وقدّم "مسام" كثيرًا من التضحيات في سبيل مكافحة الإرهاب الحوثي، وكان قد أعلن في مطلع أبريل الجاري، انفجار لغم مضاد للأفراد بأحد أفراده، وقال البرنامج، إنّ لغمًا انفجر بعضو في الفريق 30 مسام، المنتشر في الساحل الغربي، خلال أداء مهامه لنزع ألغام مليشيا الحوثي.
و"مسام" مشروع إنساني بحت، يهدف إلى تطهير الأراضي من الألغام والذخائر غير المنفجرة التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.
ويأتي مشروع مسام استمرارًا لجهود المملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، وذلك بهدف تطهير الأراضي من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر قادرة على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام.
وهناك ثلاثة مراحل للمشروع، تشمل البدء بعمليات التحرك السريع للاستجابة للحالات الطارئة وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر، والتدريب وتجهيز الفرق المحلية، والقيام بعمليات التطهير الشاملة بما يتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام.
ويهدف مشروع مركز الملك سلمان "مسام" إلى تطهير مناطق آمنة للسماح بعبور المساعدات الإنسانية وإيصال الإمدادات الطبية للمتضررين من اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية.
وطهر مشروع "مسام" مند إنشائه في أبريل من عام 2018، مساحة بلغت ثمانية ملايين و 578 ألف كيلو متر مربع، ونزع أكثر من 145 ألف لغم مضاد للأفراد ومضاد للدبابات، وذخائر غير منفجرة وعبوات.
ولا يقتصر عمل المشروع الذي يعمل تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على عملية نزع الألغام وإتلافها، بل يمتلك فرقًا خاصة لجمع القذائف غير المنفجرة والتي حولها الحوثيون إلى عبوات ناسفة تستخدم غالبا لنسف الجسور ومنازل السكان.
وفي الساحل الغربي، يعمل مشروع "مسام"، بـ16 فريقًا هندسيًّا موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، والدريهمي، إلى جانب موزع، والوازعية، والخوخة، وحيس، ويختل، إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج، وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن المدنيين.
هذه الجهود المقدرة تستهدف مواجهة الإرهاب الحوثي المتصاعدة، فالمليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وكانت تقارير حقوقية حديثة قد بيّنت أنّ نحو 4.5 مليون معاق في اليمن بسبب ألغام الحوثي.
وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان، بوقف التعاون مع المليشيات الحوثية في مجال نزع الألغام، ودعوة الجهات الدولية المانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على أبسط احتياجاتهم الأساسية.
وقالت عضو التحالف الدكتورة أروى الخطابي في كلمة أمام المجلس، إنّ تعداد ذوي الإعاقة في اليمن بلغ ما لا يقل عن 4.5 ملايين معاق، أي حوالي 15% من عدد السكان، وبسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية منذ خمس سنوات التي بلغت مليوني لغم فإن أعداد ذوي الإعاقة تتضاعف بسرعة، فضلًا عن دفع مليشيا الحوثي بالأطفال والمدنيين إلى جبهات القتال، وهذا يعد أكبر تهديد لحياة الملايين في السنوات المقبلة
وأضافت أنّ المليشيات الحوثية فتحت خلال الأسابيع الأخيرة جبهات جديدة للقتال في الضالع والجوف ومأرب بدلًا من جنوحها للسلام وتطبيق التزامات اتفاق السويد، والتقارير التي تصل من هناك أنهم كلما دخلوا قرية أو مديرية فخخوها بالألغام في مساء اليوم نفسه، مما يعني أن كارثة الألغام واحتمالية الموت والإعاقة في تزايد مستمر بسبب صمت العالم عن هذه الجريمة الحوثية، بل والتعاون معها بمنحهم أموالًا ومعدات لنزع الألغام، بينما يعاودون استخدامها في زراعة مزيد منها.