السرعة لا تزيد على صفر..

تقرير: لماذا مليشيات الحوثي تحتكر خدمات الإنترنت في اليمن؟

"أرشيفية"

صنعاء

تحتكر جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، شبكة الإنترنت للدرجة التي باتت معها باقات الإنترنت تباع للمواطنين بأسعار باهظة، ما يجعل هناك نوعًا من المشقة البالغة والتكلفة العالية لطلبة الجامعات والمدارس، الذين يضطر ذووهم للاقتراض حتى يستطيعوا تغطية نفقات الباقات الضرورية للتعليم عن بعد، عقب تفشي جائحة كورونا المستجد في البلاد.


وارتفعت أسعار خدمات الإنترنت، المقدمة من شركة «يمن نت» الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى 130%، مقارنة بفترة ما قبل الانقلاب الحوثي على الدولة اليمنية خريف عام 2014.


تزايد الغضب الشعبي


مع تزايد الغضب الشعبي تجاه ذلك،  ظهر وزير الاتصالات في حكومة الحوثي، «مسفر النمير»، في مؤتمر صحفي، ينفي فيه رفع أسعار خدمات الإنترنت، داعيًا المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك، على غرار ترشيد المياه والكهرباء.


ودخلت خدمات الإنترنت إلى اليمن عام 1996، وتم إنشاء شركة «يمن نت» في عام 2001، كشركة تابعة للحكومة اليمنية، ومزود رئيسي لخدمات الإنترنت.


وفي خريف عام 2014، سيطرت جماعة الحوثي على الشركة، بما فيها مجمع التحكم بالإنترنت في حي «التلفزيون» بالعاصمة صنعاء، وتمكنت الجماعة من السيطرة على إدارة الشركة وحجب المواقع المناهضة لها.


وعقب مقتل الرئيس اليمني الراحل «علي عبدالله صالح»، سيطر الحوثيون على قطاع الإنترنت بشكل كامل، مع تعيين إدارة جديدة للشركة، ومنذ ذلك الحين أصبحت الخدمات في تردٍ، وأصبح الإنترنت للقادرين ماليًّا فقط، حتى إن ما تعرف بـ«الباقات الذهبية» التي كانت مخصصة لأصحاب المقاهي تم إلغاؤها، ليضطر المواطن اليمنى صاغرًا إلى اللجوء للشركة فقط.


خدمات متردية


بحسب موقع «العاصمة أون لاين» اليمني، عجزت شركة «يمن نت» خلال السنوات الماضية، عن توصيل خدمة الإنترنت إلى مناطق كثيرة في البلاد لا سيما القرى والمناطق المجاورة للمدن، بالإضافة للخدمة السيئة في خدمات إنترنت الهاتف الجوال، كما رفعت الشركة فارق السعر بين باقات الجوال والباقات الثابتة، إلى نحو 400% .


وتشير تقديرات المؤسسة العامة للاتصالات في اليمن، إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في اليمن وصل إلى 4 ملايين و200 ألف مستخدم، في نهاية العام 2015.

شركات منافسة ولكن! 


في عام 2018،  دشنت الحكومة اليمنية، شركة «عدن نت» لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت بتقنية الجيلين الرابع والخامس بسرعة أفضل وبسعر أرخص، لتكون منافسة لشركة الحوثي «يمن نت».


وعقب إطلاق الشركة الجديدة، استبشر اليمنيون بها، خاصة أنها تعهدت بتوفير الإنترنت بسرعة أكبر وسعر أرخص، ذلك بالاعتماد على أبراج الإرسال التي تعمل بتقنية الجيل الرابع (4G).


ولكن مع ذلك لم تختلف خدمات «عدن نت» عن «يمن نت»، من حيث السوء، كما أن الشركة لم تستطع تغطية أي مناطق خارج مدينة عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية بعد عامين على انطلاقها.


ويقول، الصحفي اليمني، محمد ناجي سالم، إن جميع خدمات الاتصال؛ سواء كانت إنترنت أو غيره سيئة للغاية منذ استولت جماعة الحوثي الانقلابية على العاصمة، فاليمن لا يوجد به بنية تحتية للاتصالات.


وأكد الصحفي اليمني في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن خدمة الإنترنت في اليمن ضعيفة للغاية، لدرجة أنه في حال إرسال رسالة من شخص لآخر عبر تطبيق «ماسنجر» الخاص برسائل موقع التواصل «فيس بوك»، ربما تصل في اليوم التالى سواء كانت من الراسل أو المرسل إليه، وهذا الأمر ينطبق على جميع المناطق بالأخص المناطق التي لا تسيطر عليها جماعة الحوثي، فهذه تأخذ نصيب الأسد من سوء الخدمة، على الرغم من غلاء  أسعار الباقات