بعد اقتحام سفارتها باليمن..

تقرير: هذا هو الموقف الأمريكي بشأن ميليشيات الحوثي

"أرشيفية"

الرياض

في 10 نوفمبر 2021، فوجئت الإدارة الأمريكية برئاسة «جو بايدن»، بقيام عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية باعتقال عدد من الموظفين اليمنيين الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة داخل الأراضي اليمنية، وخاصة في السفارة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ذراع التنمية الدولية للحكومة الأمريكية في شارع «شيراتون» بالعاصمة صنعاء (الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية). 

مقايضة حوثية

ما حدث أدانته ورفضته واشنطن بشدة، وطالبت الجماعة المتمردة  بالإفراج العاجل عن موظفيها دون أن يصيبهم أي ضرر أو أذي، وما كان من الحوثي إلا وقام مسلحوه في اليوم التالي باقتحام السفارة الأمريكية ونهب محتوياتها بعد اختطاف حراس السفارة.

جرائم الحوثي

وتجدر الإشارة الى أن جرائم الميليشيا المدعومة من إيران، تأتي بالتزامن مع ضغوط دولية من أجل إنهاء الحرب في اليمن، خاصة أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، صعدت الميليشيا الانقلابية من جرائمها داخل الأراضي اليمنية وخارجها، مما أدى إلى استدعاء قوات الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي، وأيضًا قوى المقاومة الشعبية، لمساندة بعضهم البعض من أجل مواجهة الانقلابيين، وبالفعل كبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

بيان أمريكي

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن إدارة «بايدن»  تبذل كل ما في وسعها للإفراج عن المواظفين المعتقلين لدى الحوثي، بل وطالبت الميليشيا الحوثية بإخلاء السفارة الأمريكية بمدينة صنعاء فورًا، والإفراج عن موظفين محليين في سفارتها.

جماعة إرهابية

ومن الجدير بالذكر، أنه في الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» في البيت الأبيض، كان الكونجرس يناقش قرارًا لتصنيف ميليشيا الحوثي كـ«جماعة إرهابية»، ولكن بعد مجيء «بايدن»، أعلنت واشنطن رفضها لهذا القرار، حتى لا يؤثر على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية إلى الشعب اليمني.

ولكن ما قام به الحوثيون هذه الأيام مع واشنطن، يدفعنا لإعادة التساؤل مرة أخرى، هل تتوافق إدارة «بايدن» خلال الأيام المقبلة، على تصنيف الحوثي  كـ«جماعة إرهابية»؟، وإذا حدث ذلك، ما رد الفعل المتوقع من ميليشيا الملالي؟.

خطأ أمريكا

وللإجابة عن هذه التساؤلات، أوضح  الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن اقتحام الحوثيين للسفارة الأمريكية بصنعاء واختطاف واعتقال الموظفين اليمنيين، يثبت أن الحوثي جماعة إرهابية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصًا إدارة «جو بايدن»، أخطأت في إلغاء تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، وهي أيضًا مخطئة في تقدير وفهم الحوثيين والوضع في اليمن.

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الحوثيين جماعة إيديولوجية أخطر من تنظيمي داعش والقاعدة،  فعنصرية الحوثيين تفوق أي جماعة إرهابية في العالم، والدليل على ذلك، الجرائم التي يرتكبونها داخل الأراضي اليمنية، لنشر المخطط الإيراني المتطرف، وإجراء «غسيل عقول» للشعب اليمني، وجعل اليمن في نهاية الأمر، عاصمة إيرانية وفقًا لمخطط «تصدير الثورة».

وأضاف: إن الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بتغيير موقفها من الأزمة في اليمن، ودعم الشرعية اليمنية لاستعادة أرضها، وتحريرها من الإرهاب الممول من إيران، وذلك في أقصى سرعة حتى لا تتمادى الميليشيا الانقلابية في جرائمها ويقع اليمن في نهاية الأمر، «فريسة» لنظام الملالي.