صحف..

مأساة أطفال اليمن.. فرّوا من مدفعية الحوثي فماتوا بردا

"أرشيفية"

فرنسا

لم يعد القصف الصاروخي الهمجي الذي تشنه مليشيات الحوثي على مخيمات النازحين بمأرب (وسط اليمن)، وحده من يفتك بالنساء والأطفال هناك.

التهجير القسري بحق المدنيين، ترك آلاف الأسر ضحية الشتاء القارس الذي تشهده صحاري وجبال مأرب حالياً.

نكبة الأعوام الـ7.. فاتورة ثقيلة يدفعها اليمنيون بعد الانقلاب
أوجاع كثيرة تتكالب على مخيمات النازحين في بمأرب، آخرها وفيات في الأطفال بسبب قسوة الطقس.

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إن 3 حالات وفاة سجلت لأطفال نازحين بمأرب خلال نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول، بسبب البرد القارس.

وفي بيان مقتضب كشفت الوحدة التي تدير شؤون اللاجئين في المحافظة التي تحتضن نحو 3 ملايين نازح، أن الأطفال قضوا نتيجة افتقارهم للملابس والأغطية الشتوية التي تقيهم البرد في ظل أجواء شديدة البرودة.

وتكشف تلك الأنباء عن حجم المأساة التي يعانيها النازحون، والحرمان الذي يجعلهم يفتقدون أبسط الأشياء التي تبقيهم على قيد الحياة.

ويجد الكثير من النازحين أنفسهم في مواجهة البرد الشديد في ظل غياب المساعدات التي من الممكن أن توفر لهم القليل من الدفء.

وتفتقر مخيمات النازحين في مأرب التي تشهد أعنف المعارك الدموية مع مليشيات الحوثي منذ مطلع العام الحالي، لأبسط الخدمات الصحية والأساسية.

ويغيب دور المنظمات الإنسانية عن مخيمات المحافظة التي ينتشر فيها ما يقارب من 140 مخيماً في توفير وسائل الوقاية من البرد للأطفال والنساء وكبار السن.

وتفاقمت أوضاع النازحين في تلك المحافظة الواقعة شرقي البلاد في هذه الأيام الشتوية القاسية والتي انخفضت فيها درجة الحرارة بشكل كبير، ما دفع النازحين لإشعال المواقد العاملة بالحطب ليلا من أجل التدفئة.

ويواجه عمل المنظمات الإنسانية في محافظتي تعز ومأرب انتقادات مستمرة إذ عادة ما يلقي النازحون باللوم عليها بعدم القيام بمسؤولياتها في توفير احتياجاتهم الضرورية.

ويقول عاملون في المجال الإغاثي إن غياب الدور الحقيقي للمنظمات الإنسانية يجعل النازحين في أمس الحاجة إلى المعونات الأساسية.

وتعد مخيمات النزوح في محافظتي مأرب وتعز الأكثر عرضة لموجات الصقيع المميتة مع استمرار تدفق النازحين، جراء التصعيد الحوثي المستمر.

ورغم الآمال التي دفعت بالنازحين للهرب من بطش مليشيا الحوثي، إلا أنهم تعرضوا لانتكاسات جديدة مع ضعف وصول الإمدادات الغذائية والتموينية فضلا عن استمرار مليشيات الحوثي بملاحقتهم قصفا بالصواريخ لا سيما في محافظة مأرب.

وتسبب القصف الحوثي على مأرب بما في ذلك مخيمات النازحين في حدوث نزوح داخلي، إذ نزحت بعض الأسر ثلاث مرات في ذات المحافظة التي تأوي 3 ملايين مهجر من مختلف المدن اليمنية.

وتسبب التصعيد الحوثي في محافظتي مأرب والحديدة مؤخرا بنزوح أكثر من 100 ألف مدني ما دفع السلطات المحلية لإنشاء 19 مخيماً جديداً في مأرب وثلاث مخيمات في الخوخة جنوب الحديدة ومخيمات في المخا التابعة لمحافظة تعز.

وفي السياق، اضطرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، إلى نقل مخيم الرحمة، والذي يحوي 298 أسرة نازحة بالكامل إلى أماكن أكثر أمناً.

وقالت الوحدة في بيان، الأحد، إن اضطرارها لهذا الإجراء يأتي بسبب استمرار استهداف مليشيات الحوثي للمخيم بالصواريخ والقذائف بعيدة المدى، وهو ما يؤكد تسبب ممارسات الحوثيين بتهديد النازحين، سواءً بالقصف المباشر، أو تعريضهم لظروف الطقس القاسية؛ نتيجة نهج التشريد والتهجير القسري الذي تمارسه المليشيات.