عبث حوثي بمعالم اليمن..

"بيت الثقافة" بصنعاء اليمنية يتحول لمتجر ملابس

"أرشيفية"

صنعاء

‏حولت مليشيات الحوثي، بيت الثقافة الشهير في العاصمة اليمنية صنعاء، من رواق احتضن مئات الفعاليات الثقافية والفنية، إلى متجر للملابس.

وتأتي فضيحة الاستهداف الحوثي لواحد من أشهر المعالم الثقافية في اليمن، في سياق برنامجها الهادف إلى محو كل ما يتعلق بالعلم والثقافة والفكر، والذي يتناقض مع فكرها الدموي المبني على العنف والقتل والدماء.


وأظهرت صور تداوله ناشطون يمنيون بيت الثقافة الشهير والذي يمثل جزءا من وجدان المثقفين اليمنيين، وقد تحول إلى متجر لبيع الملابس النسائية، في دلالة تحمل إيحاء بالمهانة لهذا المكان وما يمثله من رمزية لدى اليمنيين.

ويتبع بيت الثقافة، دار الكتب الوطنية الحكومية، وتم افتتاحه عام 2000، ليصبح منارة حضارية ساهمت في الحراك الثقافي اليمني. ولم يتوقف بيت الثقافة يومًا عن أنشطته في تنظيم الندوات والصباحات الشعرية والمعارض الثقافية، إلا بعد أن سيطرت مليشيات الحوثي على المدن اليمنية، بحسب الناشطين اليمنيين.

 

غضب ثقافي واسع
وشكل السطو على رمزية بيت الثقافة اليمنية، الذي مرت عبره قائمة طويلة من الأعلام الثقافية بمن فيهم جونتر جراس، ومحمود درويش، وأدونيس وأحمد عبدالمعطي حجازي، وكمال أبو ديب، وعادل إمام، ونور الشريف، حدثا صادما للشارع اليمني.

وأشعلت الخطوة الحوثية غضبا واسعا في الوسط الثقافي اليمني، إذ وصفها البعض بـ"العمل الحوثي العدائي"، الذي يتناقض مع الثقافة المستوردة من إيران، والتي تنتهج ثقافة العنف، وإراقة الدماء كوسيلة لتحقيق مشروعها التدميري في المنطقة.


وقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن ما قامت به مليشيات الحوثي، لا يذهب بعيدا عما قام به نظام الأئمة، حينما استولوا على السلطة في شمال اليمن قبل عقود زمنية، وحولوا الأماكن التعليمية والمدارس إلى اسطبلات للخيول.

وأكدوا أن الخطوة الحوثية تأتي ضمن هذا السياق، وهو استهداف دور العلم والمعرفة، من أجل زرع ثقافة التجهيل، والتي من خلالها تستطيع السيطرة على الشعب عبر تسويق الأكاذيب واستخدامهم بيادق في حربها العبثية.

ودعا الصحفي محمد القاضي، المجتمع اليمني إلى الخروج ضد مليشيات الحوثي التي تحاول طمس الهوية اليمنية والعربية، وذلك لقيامها بضم "بيت الثقافة" الذي يعتبر أكبر قاعة ثقافية في صنعاء، وكان واحة للمثقفين والشعراء، إلى معرض للملابس للمستثمرين الحوثيين.

وقال القاضي إن مليشيات الحوثي دمرت كل صور الحياة لصالح التحشيد لجبهات الحرب المفتوحة التي تشنها على الشعب اليمني ولتمويل حربها التدميرية.

تجريف ثقافي
هذه الخطوة ليست الأولى حيث هدمت مليشيات الحوثي مباني "السخنة" الأثرية شرقي الحديدة وأوكلت لإحدى أذرعها المالية تحويلها إلى أراض استثمارية.

ومنذ سيطرتها على صنعاء، تقوم مليشيات الحوثي بعمليات تجريف واسعة للثقافة والفكر حيث عطلت جميع الأنشطة الثقافية، وأغلقت المراكز الثقافية والمتاحف الأثرية، وسرقت الآثار اليمنية، وتاجرت بها بطريقة غير مشروعة.

كما قامت باستهداف العديد من القلاع الأثرية والمنازل التاريخية في صنعاء القديمة، التي تعتبر من أقدم مدن العالم والمدرجة على قائمة المدن التاريخية لليونسكو، وقامت بتحويلها إلى منازل لصالح أتباعها القادمين من صعدة في أقصى شمال اليمن.

كما قامت بتغيير أسماء شوارع ومدارس وجوامع تاريخية، وحولتها إلى أسماء رموز دينية للحركة الإرهابية.

وتتعرض المعالم الثقافية في صنعاء ذات القيمة الثقافية والتراثية المرموقة عالميا، إلى عمليات تجريف وإهمال، ما تسبب في تعرض بعض المباني إلى الانهيار بشكل جزئي أو كلي، ومنها سور مدينة صنعاء القديمة الذي تهدم إثر الإهمال المتعمد.