اليمن..
تعبئة حوثية جديدة.. تحشيد وتجنيد لتعويض الخسائر

"أرشيفية"
كثفت مليشيات الحوثي من عملية التجنيد الإجباري في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها كمرحلة أولى ضمن تحشيد غير مسبوق تعد له المليشيات لتعويض خسائرها البشرية الكبيرة مؤخرا.
ووجهت قيادات المليشيات العليا مكاتب التعبئة العامة والاستخبارات العسكرية الحوثية والقوى البشرية للمليشيات بوضع خطة تعبئة وتحشيد عاجلة في كل المحافظات وتكون البداية في صنعاء وأمانة العاصمة وذمار وإب .
وقالت مصادر محلية وعسكرية لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات بدأت عملية التحشيد بالتزامن مع الخسائر البشرية التي تعرضت لها في مديريات بيحان محافظة شبوة وحريب مأرب وحرض بحجة وتصاعد عمليات التحالف العربي الجوية التي أنهكت المليشيات في الميدان.
وأكدت المصادر أن تقييم قيادة المليشيات لجاهزية الوحدات الخاصة والنوعية كشف عن الحاجة لتأهيل قوات جديدة نوعية لتعزيز جبهات المليشيات بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في معارك مأرب وشبوة.
5 آلاف عنصر من صنعاء
وألزمت المليشيات الحوثية مندوبي الأحياء ومشائخ القبائل والرموز الاجتماعية والسياسية والدينية بتحشيد مقاتلين وبنسب محددة، حيث لا يقل عن 5 أفراد في كل حي وقرية وتجمع سكاني.
وطبقا للمصادر فإن المليشيات وضعت الأولوية للشباب الذين شاركوا في دورات طائفية حوثية أو الجنود القدامى، وكذلك للذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 عاما، خصوصا الذين سيدخلون معسكرات ما تسمى "القوات الخاصة" وهي وحدات تخضع لتدريبات مكثفة وتعبئة فكرية وطائفية متطرفة .
وحسب خطة التحشيد الحوثية فإن العاصمة صنعاء لوحدها مقسمة إلى نحو ألف حي وحارة وقرية وتجمع سكاني مما يجعل نصيبها منفردة من التحشيد قرابة 5 ألف عنصرا.
كما تستهدف المليشيات جمع مسلحين جدد من محافظات ذمار وصنعاء وإب بواقع شخصين عن كل حي أو حارة أو قرية سيذهب نصفهم إلى معسكرات طائفية "دورات متطرفة"، بينما سيتم إلحاق النصف الآخر بمعسكرات تدريب لتأهيلهم كمليشيات مقاتلة.
وأكدت المصادر أن المليشيات تم استنزافها بشكل كبير خلال معارك مأرب وبعد ذلك عمليات العمالقة في مديريات بيحان شبوة كما أن القصف الجوي لطيران التحالف يصطاد أعدادا كبيرة من عناصر المليشيات الحوثية.
حصانة صعدة
وخلافا عن صنعاء وذمار وإب، وفرت مليشيات الحوثي حصانة للتجنيد من محافظة صعدة، باعتبارها المعقل الأم للانقلاب شمال اليمن وضمن مساعيها الحفاظ على مخزونها البشري في خضم خسائرها غير المسبوقة.
وبحسب مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، فإن القيادات الحوثية رفضت أي تحشيد إضافي من محافظة صعدة بعد ارتفاع أعداد الضحايا المنتمين لمحافظة صعدة الانخراط في صفوف الحوثيين بشكل مضاعف.
وأوضحت المصادر أن قيادات المليشيات الحوثية أقرت بأن يتم اعتبار عناصرها المستجدين المنتمين إلى محافظة صعدة قوات احتياط بشكل مؤقت لإيقاف نزيفهم في الجبهات.
وقال مسؤول عسكري كبير في المحور الشمالي بمحافظة الجوف لـ"العين الإخبارية" إن الأسابيع الأخيرة الماضية كشفت عن تراجع واضح في القدرات الهجومية للمليشيات الحوثية، حيث كثف طيران التحالف العربي عملياته التي طالت حتى أطقم حوثية.
وأضاف المسؤول العسكري أن التقارير الميدانية عن عمليات القصف الجوي للتحالف تظهر خسائر بشرية كبيرة في صفوف المليشيات الحوثية وهذا على مستوى محور عسكري واحد فقط فـ"كيف ببقية المحاور والجبهات".
تكتيك الدرجات النارية
وأظهرت عمليات توثيق لقوات العمالقة الجنوبية مؤخرا أكواما من الآليات العسكرية الحوثية تم تدميرها بمن عليها من أفراد في معارك مديريات بيحان شبوة وحريب مأرب، ووثقت عمليات قصف دقيقة لتحصينات وخنادق المليشيات في المحافظتين.
كما بث الإعلام العسكري للجيش اليمني في مأرب مقاطع مصورة وثقت خسائر حوثية كبيرة بقصف مدفعي واستهداف من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأرجعت المليشيات الحوثية حسب المصادر فداحة خسائرها البشرية الى العمليات المكثفة الدقيقة والنوعية للتحالف العربي، إضافة الى اختراقات تحدث عنها زعيم مليشيات الحوثي في خطابه المطول الجمعة الماضية.
مصادر ميدانية أخرى في غرب تعز قالت لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي قررت استخدام الدراجات النارية لتنقل قياداتها خوفا من استهداف الطيران الحربي للتحالف.
لكن تكتيك الدرجات النارية لم ينقذ مليشيات الحوثي، حيث أكدت المصادر أن مقاتلات التحالف تعاملت بقوة مع الدراجات النارية للحوثيين باعتبارها آليات قتالية وقتلت أعدادا كبيرة منهم في مناطق "مقبنة" و"حيس" و"الجراحي" في محافظتي تعز والحديدة خلال الشهر الماضي