فرض رقابة عامة..
ألمانيا تفتح الطريق أمام تشريع استهلاك الحشيش لغايات الترفيه

"أرشيفية"
وافقت الحكومة الألمانية الأربعاء على إطار عمل لتشريع استهلاك الحشيش لغايات الترفيه للبالغين، شرط الاستحصال على موافقة المفوضية الأوروبية.
وأوضح وزير الصحة كارل لوترباخ خلال مؤتمر صحافي أن الخطوط الرئيسية للمشروع تهدف إلى وضع إنتاج القنب الهندي والاتجار به تحت “الرقابة العامة”، وتسمح خصوصا بشراء وحيازة “كمية لا تتعدى 20 إلى 30 غراما كحد أقصى” للاستهلاك الشخصي.
وتنص الوثيقة على فرض “رقابة عامة على سلسلة توريد القنب الهندي” بهدف “ضمان الحماية الصحية وكبح الجريمة المنظمة والسوق السوداء”.
وتنظّم الوثيقة “إنتاج وتسليم وتجارة القنب الهندي لغايات الترفيه بموجب ترخيص من الدولة”. ومع ذلك، لا يزال الاستهلاك للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما محظورا بشكل صارم.
وبرر الوزير هذا الإصلاح، الذي سيجعل ألمانيا واحدة من أكثر الدول ليبرالية في أوروبا على هذا الصعيد، بالرغبة في “الحصول على حماية أفضل للأطفال والشباب”، معتبرا أن السياسة في هذا المجال لم تكن حتى الآن “فعالة”.
وقال الوزير المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي “إذا سارت الأمور على ما يرام، أعتقد أن التشريع قد يحصل عام 2024”. لكن الأمور ستبقى رهن موافقة المفوضية الأوروبية.
وأكد لوترباخ “نحن في مرحلة ندرس فيها ما إذا كانت الخطوط الرئيسية التي وضعناها في هذه الوثيقة متوافقة مع القانون الدولي والأوروبي”. وأوضح أنه في حالة عدم موافقة المفوضية الأوروبية عليها، فلن تتحول الوثيقة إلى نص قانوني.
ويشكل تشريع القنب الهندي خطوة رئيسية وعدت بها الحكومة التي تضم ائتلافا من الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين من الحزب الديمقراطي الحر، عند تشكيلها قبل عام.
ويرى الباحث الاجتماعي هاينو شتيفر أن النقاش الحالي حول سياسة المخدرات في ألمانيا متأخر جدا. ويشير إلى الرقم الكبير للحالات التي تعاملت معها الشرطة في ما يتعلق بجرائم المخدرات ويقول “لقد وصلت إلى أكثر من 358 ألف حالة” ونحو 80 في المئة منها كانت أقرب إلى الاستهلاك، ما يعني أنه تم القبض على مدخن ومعه غرامات قليلة من الحشيش أو متعاط للهيرويين ومعه ما يكفيه لاستهلاكه اليومي. وبالتالي يتم تجريم مستهلكين لا يلحقون الضرر بغيرهم، ما ينعكس على محيطهم وعملهم أو تأهيلهم المهني، بالإضافة إلى زيادة عبء الشرطة والقضاء بقضايا غير مهمة. هذا ناهيك عن خطر السوق السوداء والجودة غير المضمونة.
وفي هذا الإطار يشير تقرير المركز الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان إلى أن عصابات المخدرات بدلت حشيشا سيء الجودة بمادة صناعية سامة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 20 شخصا في هنغاريا الصيف الماضي، في حين أنه ليست هناك معلومات حتى الآن عن وفيات بسبب تعاطي الحشيش الطبيعي الواسع الانتشار.